ذكر المحلل السياسي الصهيوني رونن برغمان أن جهات رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" من منظمات ووحدات مختلفة، أعربت عن غضب كبير بسبب نية إحباط أي إمكانية لصفقة أسرى، مشيرًا الى ظهور جبهة إضافية في الصراع الكبير بين الجيش ومجتمع الاستخبارات وبين مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وفي مقال نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أفاد أن الجهات نفسها أعربت عن غضب متزايد من البيان الذي وزّعه أمس مكتب رئيس الحكومة على عدد من الصحافيين، والذي يأتي ضد رد حماس على اقتراح "تل أبيب"، وكأنّ ليس فيه أي شيء جديد، وأنه جاء من قبل "مصدر أمني"- على الرغم من أن جميع المسؤولين الأمنيين الصهاينة المعنيين بالمفاوضات لصفقة محتملة مع حماس يقولون إنهم لم يعلموا إطلاقًا بالبيان، كما أنهم وافقوا عليه.
وبحسب برغمان، هذان الحدثان حصلا قبل بيان الأمس، أن حماس تلقت جواباً بشأن صفقة أسرى.
وجاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة تحت اسم الموساد: "الوسطاء نقلوا إلى طاقم المفاوضات إشارة حماس إلى مخطط صفقة الأسرى."إسرائيل" تدرس المسألة وستُعيد جوابها إلى الوسطاء".
وتابع برغمان "خلف الكواليس حصلت دراما: في ساعات المساء، عندما تم استلام رد حماس، قال مسؤولون في المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" عكس ما حاول بيان مكتب رئيس الحكومة نسبته إليهم قبل عدة ساعات من ذلك. هم أكدوا أن رد حماس يشكل خطوطًا عريضة جيدة، يمكن من خلالها إطلاق المفاوضات حول الصفقة. وادعت المصادر أن مكتب رئيس الحكومة وجهات متطرفة في الكابينت تعاونوا حتى قبل أن تقدم حماس جوابها على الاقتراح القطري الأخيرة، من أجل عدم ترك أي إمكانية، و إحباطه وإغلاق الباب حول إمكانية التوصل إلى إطلاق سراح أسرى من قطاع غزة في المستقبل المنظور".
وقال مصدر مطلع على المفاوضات عقب هذه التصريحات، على ما يورد برغمان، "إنها صدفة رائعة أنه بعد ساعات قليلة من تقدير "إسرائيل" أن حماس ستعطي جوابًا إيجابيًا، بتسلإيل سموتريش (وزير المال) - الذي أظهر في الماضي معرفة عن تطورات متوقعة في المفاوضات وبذل كل ما في وسعه لإفشالها- يخرج فجأة مع بيان يعرف كيف يتنبأ بالمستقبل، كما تبين أمس بالفعل أن تنبؤًا دقيقًا، ثم يقول إنه يجب فعل كل شيء لمنع هذا المستقبل".
وبحسب برغمان، الجهات المشاركة في المفاوضات فوجئت بالأمس عندما بدأت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" بالاقتباس من جهات أمنية ادعت أن "حماس تواصل التعنّت على بند مبدئي في المخطط يمنع "إسرائيل" من العودة إلى القتال بعد المرحلة الأولى، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لـ"تل أبيب". هناك فجوات إضافية لا تغلق حتى الآن. "إسرائيل" ستواصل المفاوضات مع ممارسة ضغط عسكري وسياسي من أجل إطلاق سراح الأسرى الـ120، الأحياء والأموات".
وفي الختام، أشار برغمان الى أن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" وأجهزة استخبارات العدو تفاجأت من هذا البيان لأنه لم ينشر باسمهم، وبالتأكيد من دون علمهم.
وأظهر الفحص، وفق برغمان، أن مكتب رئيس الحكومة هو الذي أصدر البيان، وطلب نسبه إلى مصدر أمني صهيوني، وكأنه صادر عن المؤسسة الأمنية.