رأت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن العبوة الناسفة القوية التي انفجرت في جنين وأدت إلى مقتل ضابط "سييرت حروف" النقيب ألون سكاجيو، ترمز بكل قوتها إلى التدهور المستمر في الضفة الغربية، وقالت "إذا كان الحديث في الضفة الغربية قبل ثلاث سنوات تناول التهديد بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والسكاكين، وفي العام الماضي شمل أيضًا الأسلحة النارية التي غزت المنطقة وعرضت الجنود و"المدنيين" (المستوطنين) للخطر، فنحن الآن في حالة أخرى، وحتى الأخطر، مرحلة العبوات الناسفة التي تستهدف قتل "الإسرائيليين"".
وبحسب الصحيفة، ليس سرًا أن المسلّحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع التركيز على شمال الضفة، يحاولون تكثيف القتال وجعل القتال أكثر خطورة وصعوبة. قبل الحرب جرت محاولات في جنين لإطلاق صواريخ، وفي الأشهر الأخيرة حاولوا نقل أسلحة متطورة مثل صواريخ آر بي جي ومتفجرات إلى المنطقة.
وتابعت الصحيفة "منذ أكثر من عام، لاحظ الجيش "الإسرائيلي" خطر العبوات التي أدت إلى وقوع إصابات، لكن الأمر لا يزال يزداد سوءًا باستخدام المواد ذات الاستخدام المزدوج الموجودة في كل متجر، والإرشادات التي يمكن العثور عليها بسهولة عبر الإنترنت. يقوم المسلّحون الفلسطينيون بتركيب (تصنيع) العبوات الناسفة. ومع ذلك، حتى الآن لم يتم استخدام المواد المتفجرة القياسية بل المواد المتفجرة المرتجلة".
وأشارت الصحيفة الى أن الجيش "الاسرائيلي" مرة تلو الأخرى أضاف دروعًا لعرباته من أجل حماية جنوده، ومرة تلو الأخرى تعلم المسلّحون الفلسطينيون الأساليب التي استخدموها في الجيش "الإسرائيلي" ووجدوا حلولًا لتجاوز الدروع، وهكذا علموا في حادثة جنين أن على رأس القافلة جرافة من طراز D-9 تقوم بحفر الطريق من أجل إبطال مفعول العبوات فقاموا بدفن العبوة على عمق يتراوح بين متر ومتر ونصف، حتى لا تتسبّب الجرافة في إتلافها. وبعد تفجير عبوة واحدة بسيارة عسكرية، فجروا العبوة الثانية بقوات الإنقاذ.
ولاحظت الصحيفة أن الأمر يتعلّق بارتقاء درجة، ففي بداية الحرب، كان الجيش الإسرائيلي يناقش ما إذا كان سيتم إدخال مدرعات الى الضفة الغربية، لكنه اعتقد بأن ذلك غير ضروري بسبب تحصين المركبات العسكرية المستخدمة حاليًا. وليس من المُستبعد أن يقرر الجيش "الإسرائيلي" قريبًا استخدام مدرعات في منطقة الضفة الغربية للمرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية.
وقالت الصحيفة إن توفر العبوات والرغبة القوية في استخدامها أمرٌ مقلقٌ ليس فقط في ما يتعلق بحرية عمل الجيش "الإسرائيلي" في شمال الضفة، فقد نفّذ المسلّحون الفلسطينيون هذا الأسبوع هجومًا بالمتفجرات على السياج الحدودي على طول خط التماس، وكلما استمروا في تسليح أنفسهم بمثل هذه المتفجرات، زاد خطر قيام أحدهم بمحاولة تنفيذ هجوم في وسط مدينة أو أخرى باستخدام عبوة ناسفة. حدث هذا بالفعل الآن في الضفة الغربية عدة مرات وحتى قبل ذلك في القدس (المحتلة)، وليس هناك سبب لعدم حدوث ذلك مرة أخرى".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في جيش الاحتلال أن "العبوات تشكل تهديدًا كبيرًا جدًا"، وأضاف "المسلّحون الفلسطينيون يستخدمون مواد لا يمكن ضبطها من أجل إنتاج هذه العبوات ويقومون بتخبئتها".