رأى محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل هيوم" يوآف ليمور أن التوثيق الذي نشره حزب الله أمس لمنشآت في خليج حيفا- بعضها إستراتيجي مثل قاعدة سلاح البحر ومعهد "دافيد" التابع لشركة "رفائيل"- هو استمرار لمعركة ردعية يديرها الحزب ضد "إسرائيل"، وإشارة واضحة لما سيحصل في المرحلة المقبلة إذا استمرّ التصعيد في الشمال".
وأضاف ليمور أن حزب الله يملك أيضًا طائرات مُسيّرة قادرة على جمع معلومات في "إسرائيل"، وهو سبق أن استخدمها في المعركة الحالية، وقال "واحدة على الأقل من صافرات الإنذار التي أطلقت في الأسبوع الماضي في خليج حيفا كانت نتيجة طائرة مُسيّرة لم تأتِ للهجوم بل للتصوير، وكما هو معروف لم يتم إسقاطها".
وبحسب ليمور، بناء الصورة الاستخبارية ضروري لشنّ هجمات. جزء منها يستخدم لضرورات تكتيكية: حزب الله يجمع معلومات عن قواعد ومنشآت أمنية، وفي الوقت الحقيقي عن أماكن تجمّع القوات "الإسرائيلية" من أجل ضربها. والجزء الآخر يستخدم لضرورات إستراتيجية: إصابة مُحتملة لقطعة بحرية تابعة لسلاح البحر أو منشأة أمنية أو مدنية حساسة قد تلحق بـ"إسرائيل" ضررًا كبيرًا.
وأشار ليمور الى أن "إسرائيل" مُلزمة بعدّة جهود موازية:
أوّلًا: توزيع الأصول المتنقلة وتجنّب إنشاء أهداف سهلة ومتوفرة، خاصة في منطقة الحدود.
ثانيًا: توزيع تشكيلات الدفاع الجوي لكي تستطيع حماية معظم الأصول الإستراتيجية ومنع إصابتها، حتى من صليات صاروخية أو أسراب طائرات مُسيّرة.
ثالثًا: أن تكون مستعدة لمسعى هجومي مركّز "يسلب" من حزب الله أكبر عدد ممكن من القدرات خلال وقت قصير.
وخلص ليمور إلى أن "إسرائيل" تستعد لهذا التحدّي منذ سنوات، و بزخم في الأشهر الأخيرة، وختم "المعضلة معروفة: هجوم وقائي يسلب من حزب الله أصولًا، لكنه سيؤدي بالتأكيد إلى معركة واسعة. تجنّبها ربّما سيؤجل المعركة، لكنه سيُبقي لدى حزب الله الوسائل القتالية وإمكانية المبادرة والمفاجأة".