وصفت وسائل إعلام العدوّ الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، اليوم الثلاثاء 18 حزيران/يونيو 2024، تحت اسم "هذا ما رجع به الهدهد" بالفيديو "الخطير جدًا"، مضيفةً أنّ "الرقابة منعت تداوله ونشره وصنّفته بأنّه فيديو مزعج".
وقال إعلام العدوّ إنّ طائرة من دون طيار تابعة لحزب الله دخلت إلى "إسرائيل" (فلسطين المحتلة)، وجمعت معلومات مُهمّة عن الأماكن الحساسة في الشمال، إذ صوّرت سلسلة من المواقع مثل ميناء حيفا، المطار، القواعد العسكرية، مصنع "رافاييل" للأسلحة، و"جزر الكريوت"، وقببًا حديدية، وعددًا من الأحياء السكنية والمجمّعات التجارية أيضًا، وبعد ذلك كلّه عادت الطائرة سالمة إلى لبنان.
ولفت إعلام العدوّ إلى أنّ حزب الله أوصل رسالةً من خلال الفيديو يردّ فيها على التهديدات أنّه في حال بادرت "إسرائيل" إلى خطوة ضدّ لبنان، فإنّ بنك الأهداف ضدّ "إسرائيل" لن يكون صغيرًا.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية، اليوم، مقطعًا مطوّلًا تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف الدقيقة، غاية في الأهمية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان "هذا ما رجع به الهدهد"، تضمّن مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمالي "كريات شمونة" و"نهاريا" و"صفد كرميئيل" و"العفولة" وصولًا إلى حيفا ومينائها.
الدهشة تُلاحق زعماء كيان الاحتلال
وفيما تابع الإعلام "الإسرائيلي" فيديو المقاومة الذي نشره الإعلام الحربي، وقال إنّه "يُظهر بشكلٍ واضح مرفأ حيفا الذي تمّ تصويره في الغالب يوم الثلاثاء الماضي، من مُسيّرة تابعة لحزب الله"، مضيفًا أنّه، "قبل أسبوع، أُطلق إنذار كاذب في منطقة ميناء حيفا، وذلك بعد عملية اعتراض جرت عند ساعات الصباح الباكر، ولكن حتّى في هذا أيضًا قيل إنّه كان إنذارًا كاذبًا، وهو ليس كذلك"، على حدّ تعبيره.
ولفت إلى أنّ القُدرة التي أظهرها حزب الله أصابت رجال "الجيش والأمن في "إسرائيل"" بالدهشة، معقّبًا أنّ المتابع لفيديو حزب الله يُمكنه أن يرى الكثير من المنازل في حيفا التي نسكن داخلها.
واستنكر إعلام العدوّ تصوير ميناء حيفا من قبل طائرة مُسيّرة تابعة لحزب الله من دون أدنى إزعاج لها من قبل سلاح الجو "الإسرائيلي"، معقّبًا أنّ "حزب الله من خلال نشره صورًا لميناء حيفا أوصل رسالة تهديد للميناء".
وعلّقت وسائل إعلام "إسرائيلية" أخرى بقولها إنّ "حزب الله نشر صورًا جوّية لأماكن اقتصادية وعسكرية حسّاسة مُهمّة داخل وبالقرب من ميناء حيفا وتضمّ صورًا لسفن الصواريخ ساعر 4 و5"، مشيرة إلى أنّ "الوثائق الجديدة هي أكثر إثارةً للقلق منذ بداية الحرب".
وقالت وسائل إعلام العدوّ، إنّ "حزب الله نشر واحدًا من أصعب التسجيلات في الحرب ليس فيديو قتلى أو جرحى، بل فيديو يكشف قدراته الاستخباراتية.
توقيت النشر ليس صدفة
وعن توقيت نشر الفيديو من قبل المقاومة الإسلامية، أوضح إعلام العدوّ "الإسرائيلي" أنّ توقيت نشره ليس صدفةً إذ يتزامن مع جولة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان و"إسرائيل".
وأفاد إعلام العدوّ بأنّ "حزب الله سمع جيدًا التهديدات "الإسرائيلية" اليوم للبنان عن طريق المبعوث الأميركي، واختار حزب الله الردّ بمقطع فيديو خاص يوضّح أنّه في حال بادرت "إسرائيل" إلى خطوة ضدّ لبنان فإنّ بنك الأهداف في "إسرائيل" جاهز وكبير.
واليوم، أكد المبعوث الأميركي هوكشتاين، من العاصمة اللبنانية بيروت، أنّ الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتّلة في غاية الخطورة، مُتحدثًا عن مواصلة السعي لوقف التصعيد تفاديًا لتوسيع الحرب.
إنجازٌ مثيرٌ للإعجاب
وقبل أيام، كتب محلّل "الشؤون الأمنية" "الإسرائيلي"، يوسي ملمان، إنّ المخطّطين الاستراتيجيين في حزب الله نجحوا خلال السنوات الـ18 الماضية، منذ نهاية حرب لبنان الثانية (تموز 2006)، في بناء قاعدة معرفية عن كلّ بلدة تقريبًا، صغيرة كانت أم كبيرة، وعن جميع أراضي "إسرائيل" (فلسطين المحتلة)، وأصبحت في متناول يد حزب الله.
وأشار ملمان إلى أنّ الأمر المؤكّد أنّ مثل هذا العمل لرسم خرائط "ملفات البلدات" الذي يعتمد على الصور الجوية وصور الأقمار الصناعية يُشكّل بالتأكيد إنجازًا مثيرًا للإعجاب.