التقى سكان مستوطنة "مانوت" الشمالية مسؤولين كبار في قيادة المنطقة الشمالية بينهم قائدها اللواء أوري غوردين وقائد منظومة الجبهة الداخلية التابعة للمنطقة العميد ألون فريدمان، للمرة الأولى منذ انطلاق جبهة الإسناد اللبنانية في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبحسب ما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عُقد اللقاء يوم الثلاثاء الماضي وكان مغلقًا ومُنع فيه إدخال الهواتف أو توثيقه. وخلاله أكد غودرين أن إخلاء السكان هو "أكبر إنجاز لحزب الله".
وأشارت الصحيفة الى أنه بعد ثمانية أشهر من العيش في منطقة قتال تحوّلت إلى "حزام أمني"، أتى المستوطنون للالتقاء في ظل مشاعر الغيظ والخيبة من الوقت الطويل الذي مرّ"، وأضافت لأن "ما من جهة رسمية في الحكومة حتى الآن توجّهت إليهم، وجّهوا أسئلتهم الصعبة إلى الضباط الكبار. المستوطنون سألوا غوردين عن الوضع الأمني والاقتصادي للمستوطنات التي لم تُخلَ، معبّرين عن قلقهم في ضوء النية لتقليص حجم الذين يخدمون في الاحتياط في "مجموعات التأهب" في الأسبوع القادم - إلى جانب الخوف الشديد من تسلّل بري وتحت الأرض لمقاتلي حزب الله".
ووفق الصحيفة، تحدّث المستوطنون أمام الضباط الكبار عن غياب التعويض عن الأعمال التي هي مصدر معيشتهم في فرع السياحة الذي شُلَّ تمامًا، وقالوا إن كثيرًا من العمّال اضطروا للبقاء في منازلهم مع أولادهم وعدم الخروج إلى العمل بسبب الوضع وغياب رد تعليمي كاف. كما طالبوا بمعرفة المدّة المتوقعة لاستمرار حالة القتال، وطالبوا بتوزيع أسلحة على كل عائلة كما حصل في الماضي.
اللواء غوردين قال إنه يدرك أزمتهم ويعرف بـ "روتين الطوارئ" في المستوطنات، وتعهّد في اللقاء بأن ينقل إليهم وثيقة بتوقيعه يعترف بأنه لا يمكن أن تجري الأمور في هذه المستوطنات كما في الحالة الطبيعية.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن الحديث تناول من جملة أمور، مخاوف المستوطنين من قوة حزب الله الذي يعمل عند الحدود. غوردين زعم أمامهم أن تقليص القوات في "مجموعات التأهب" في المستوطنات غير المُلاصقة للسياج ضروري، بسبب الدلالات الاقتصادية والموارد التي يتطلبها هذا التجنيد، ووعدهم بأن ثمة ردّاً أمنياً متوفراً للتهديدات.
كذلك قال غوردين للمُشاركين إنه برأيه يجب استنفاد إمكانية التوصل لتسوية سياسية لكن فرص ذلك ضئيلة، ورأى أن تسوية سياسية ستُبعد حزب الله عن الحدود، عملية عسكرية أو حرب في الشمال لأجل تحقيق هذا الهدف، ستتاح فقط بعد انتهاء العملية في الجنوب.
ولفتت الصحيفة الى أن المحامي الصهيوني أليعاد سويسا الذي شارك في اللقاء قال إنه خرج منه خائبًا، وسأل "كيف يمكن أن يوضح الجيش مراراً وتكراراً أن اعتبار إخلاء المستوطنات كان على أساس سؤال هل يمكن إقامة وضع طبيعي فيها؟".