تناولت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تفاصيل حول كلفة الذخائر المستخدمة في العدوان على غزة منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، والاعتماد الرئيسي للكيان على صفقات الأسلحة من الولايات المتحدة الأميركية.
أشار الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية يوفال ساديه إلى أن: "التقرير السنوي حول تنفيذ الموازنة الذي نشرته وزارة المالية، يبيّن أنه في الربع الرابع من العام 2023 كان لدى وزارة الحرب صفقات غير مخطّط لها طرأت بعد حرب "السيوف الحديدية" بقيمة تقدر بـ18 مليار شيكل، من بينها، نحو 7.8 مليار شيكل (43%) كانت تعهدات مع مزوّدين أميركيين: 6.9 مليار شيكل من الجيش الأميركي و932 مليون شيكل إضافية من شركات أميركية. والـ10.2 مليار شيكل الباقية كانت تعهدات مع شركات إسرائيلية".
معظم العقود التي نفّذتها وزارة الحرب في الكيان مع اندلاع حرب غزة كانت حول الذخيرة، وبحسب ساديه: "تؤكّد تقارير سابقة أن الجيش اضطرّ إلى إدارة "اقتصاد تسليح" وتجزئة الهجمات الجوية والبرية إلى جرعات للحفاظ على مخزون ذخيرة من أجل مواصلة الحرب في غزّة، وسيناريو تُشن فيه حرب شاملة على الجبهة الشمالية في آن. فقد أدى الاستخدام المتزايد للذخيرة في حربي غزّة وأوكرانيا، إلى نقص عالمي استثنائي بالذخيرة من كلّ الأنواع، ما يصعّب على الجيش ووزارة الحرب حيازة مخزون إضافي بشكل فوري ويرفع الأسعار".
وأوضح الكاتب أنه "إضافة إلى التسليح والذخائر، قامت وزارة الحرب بعملية شراء واسعة لآليات مصفحة ضمن صفقة بقيمة نحو 267 مليون شيكل مع شركة أميركية، إضافة إلى شراء نحو 60 وحدة من الآلية المدرعة "The Flyer 72" حازت على تسمية عسكرية "بئيري" على اسم "الكيبوتس" التي تلقت ضربة قاسية في 7 تشرين الأول/اكتوبر. و"الفلاير" الأميركي يُستخدم بديلًا عن "الهامر" لدى القوات الخاصة الأميركية، وهو من إنتاج المؤسسة التجارية الأمنية الأميركية "جنرال دينميكس"".
كما أشار الكاتب إلى "صفقة أخرى بقيمة نحو 120 مليون شيكل، لشراء 75 آلية "أوشكوش" JLTV، تشكّل هي أيضًا بديلاً عن "الهامر". كذلك، اشترت الوزارة عتادًا مركزيًا هندسيًا ثقيلًا من الجيش الأميركي في الحرب، على أساس عقد منجز منذ العام 2017 بقيمة نحو 340 مليون شيكل تمّ تعزيزه. واشترت الوزارة سيارات إسعاف عسكرية أيضًا بقيمة نحو 139 مليون شيكل من الجيش الأميركي، وعقدت الوزارة صفقة شراء أخرى من الجيش الأميركي بقيمة نحو 1.19 مليار شيكل لقاء قطع غيار".
يوفال ساديه لفت إلى أنه: "مع اندلاع الحرب؛ صدرت ادعاءات من مقاتلين في الميدان، خصوصًا الذين يخدمون في الاحتياط، بأن عتاد القتال الخاص بهم لا يكفي. لكن الجيش الإسرائيلي نفى هذه الادّعاءات، حيث نفّذت وزارة الحرب عمليات شراء وسائل رؤية ليلية بقيمة 221 مليون شيكل، 103 مليون منها من الولايات المتحدة الأميركية، و118 مليون أخرى من شركة أميركية"، بحسب قوله.
الخلاصة التي أراد الكاتب تبيانها هي أن المعطيات تثبت مجدّدًا إلى أي حد يعتمد الكيان، بشكل خاص، على الولايات المتحدة الأميركية وليس على العالم. وبرأيه أن: "التهديدات الأميركية بوقف بيع تجهيزات أمنية لـ"إسرائيل" في حال دخول غير منسّق إلى رفح، كما يظهر في تقارير مختلفة، لها أهمية دراماتيكية واستخفاف مسؤولين كبار بالمساعدة الأميركية، إلى جانب تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه "في حال لم ندافع عن أنفسنا لا أحد سيدافع عنا، وإن كان علينا الوقوف بمفردنا سنقف بمفردنا"، تبدو مجدّدًا فارغة".