كتب المستشار السابق لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس الأمن القوميّ السابق يعقوب نيغل مقالًا في صحيفة "معاريف"، تناول فيه التحديات التي يواجهها الكيان بعد أكثر من نصف عام من الحرب على قطاع غزّة.
نيغل أشار إلى أنه: "بعد أكثر من نصف سنة من القتال في غزّة والشمال، وما تضمّنته هذه المرحلة من هجوم إيرانيّ مباشر وردّ ذكي وموزون من جانب إسرائيل، باتت إسرائيل تقف أمام قرارات خطيرة، حيث يواجه المستويان السياسي والعسكري أربعة تحديات مركزية، متشابكة ومترابطة، وتتدخّل فيها جهات خارجية لكل منها مصلحتها، وهي مصالح لا تتوافق أغلبها مع المصالح الإسرائيلية"، حسب تعبيره.
ورأى نيغل أن: "قتال حماس واستعادة المختطفين هما التحديان الرئيسان لـ"إسرائيل""، معتبرًا أنه "كان من الخطأ أن تمتنع "إسرائيل" على مدار الأشهر الماضية من دخول رفح لأسباب عديدة. السبب الرئيس كان الرغبة في منح فرصة للتوصل إلى صفقة مع حماس، وهي حجة كانت مسوّغة لوقت قصير فقط في البداية".
التحدي الثالث بحسب نيغل: "هو بالطبع المواجهة في الشمال، وهو التحدّي الذي يبدو الأكثر تعقيدًا من الجميع، وهو مرتبط أيضًا بما يحدث في غزّة وبمحور إيران، فحزب الله ما يزال يملك قدرات لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمدة طويلة ومواصلة المعركة". على هذا الصعيد، رأى نيغل أن: "التحدي الرئيس لـ"إسرائيل" هو السماح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم بأمان تام، وتأجيل الحرب الواسعة ضدّ حزب الله".
وبحسب نيغل، التحدي الرابع للكيان هو سياسي، لكنه يمكن أن يؤثر على التحديات الأخرى كلها. ويتمثل بأن: "الرئيس بايدن وإدارته عازمان على الدفع نحو تسوية أميركية للتطبيع بين "اسرائيل" والسعودية، لمعايير داخلية تمهيدًا للانتخابات الرئاسية في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وهذا التطبيع الذي يمثّل أهميته الكبيرة للغاية بالنسبة إلى "إسرائيل"، يستلزم تقديم أثمان باهظة جدًا، تتضمن تنازلات في رفح وغزّة، وكذلك تنازلات من جانب السعودية في الموضوع النووي، وحتّى في الموضوع الفلسطيني"، حسب قوله.
ويخلص نيغل إلى أن: ""اسرائيل" ملزمة الآن بالتركيز على استكمال المهمّة في غزّة (رفح، ومحور فيلادلفيا، واستعادة الأسرى)، والسعي للتوصل إلى حل مؤقت في الشمال يضمن إعادة السكان (المستوطنين) إلى منازلهم بأمان، والتأكد من أن إيران لن تقوم باستغلال الفرصة للتوصل إلى السلاح النووي"، على حد تعبيره.
أمّا بخصوص التطبيع مع السعودية، فقد قال إنه: "مهم جدًا، لكن ليس بأي ثمن، وطبعًا ليس على حساب تنازلات في غزّة، أو في النووي السعودي، أو الموافقة على إقامة دولة فلسطينية - حتّى لو كانت كلامية- أو مشاركة السلطة في حل "اليوم التالي" في غزّة".