قال لواء الاحتياط الإسرائيلي ومفوّض شكاوى جنود العدو سابقًا يتسحاق بريك:"إننا نشهد اليوم ارتباطًا قاتلًا بين "الشعب" والمستويين السياسي والعسكري"، مضيفًا: "على الرغم من الكارثة التي حدثت لنا في غلاف غزة، يواصل أغلبية الجمهور العيش بعدم مبالاة، وتدفن رأسها في التراب، وتفضّل أن تقف موقف المتفرج وتستمع إلى الأكاذيب التي تكررها القيادة السياسية والعسكرية المتهالكة بدلًا من الاستماع إلى الحقيقة والاستعداد لمواجهتها، تمامًا كالمسافرين على سفينة "التيتانيك" وهي في طريقها إلى التحطم".
وفي مقال في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أضاف بريك: "الجمهور لا يعمل على تغيير مسار السفينة التي يسيطر على قيادتها أشخاص من المستويين السياسي والعسكري ضلّوا طريقهم، واختلطت عليهم الأمور، ولا يمكن الوثوق برجاحة رأيهم وبقرارتهم، وَهُم يقودون المواطنين الإسرائيليين نحو الاصطدام بجبل الجليد"، مردفًا: "هؤلاء الزعماء هم سبب الكارثة الكبرى التي حدثت لنا منذ المحرقة، ومنذ السنوات التأسيسية "للدولة"، وَهُم يقودوننا الآن إلى كارثة أكبر بمئات المرات من تلك التي حدثت في غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر في 2023".
وأكد أن "الشعب الذي يتعاطف كثير منه مع زعامته ويسامحها، ويسمح لها بالاستمرار في السيطرة على القيادة، يدمرنا على صعيد الأمن والاقتصاد والعلاقات الدولية والمجتمع. ونحن اليوم بتنا قريبين من طريق لا رجوع عنها، فالضربة القوية التي يمكن أن توجهها إلينا إيران ردًا على قرار زعامتنا التي فقدت عقلها وقررت مهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق وتعريض وجودنا للخطر تزيد المخاوف من نشوب حرب إقليمية عاجلًا أم آجلًا، ونحن لسنا مستعدين لها مطلقًا".
وأشار إلى أنه: "إذا هاجم الإيرانيون أهدافًا إسرائيلية بالمسيّرات والصواريخ البحرية وفقًا لتقديرات الأميركيين، أو قاموا بعملية أُخرى، فهذا يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات، لا يرغب الإيرانيون بها"؛ بحسب قوله. ويتابع بأنّه في هذا الوقت ليس للإيرانيين مصلحة بنشوب حرب، وَهُم يتقدمون في تطوير القنبلة النووية والسلاح التقليدي بمساعدة الروس والصينيين من دون إزعاج، "فاندلاع حرب إقليمية الآن يمكن أن يعرقل عملية تعاظُم إيران النووي"، وفقًا لإدعائه.
ورأى لواء الاحتياط أنّ حماقة الزعماء أعطت فرصة لإيران بمهاجمة أهداف "إسرائيلية" للرد على ضربة دمشق. فبرأيه: بعد هجوم كهذا، ستتغير القواعد في الشرق الأوسط كثيرًا بصورة ليست في مصلحتنا. ففي اللحظة التي تحدث فيها الضربة الأولى، والتي ستكون غير مسبوقة، لن يكون بالإمكان السيطرة بعد ذلك، وستكون هناك مرة ثانية وثالثة للإيرانيين، وجميع الحواجز ستنهار، وحتى مع عدم وجود نية لدى إيران وإسرائيل للدخول في حرب إقليمية في هذه المرحلة، فمن الممكن أن نفقد السيطرة، إذا لم يكن هذه المرة، ففي المرة المقبلة، والتصعيد سيؤدي إلى نشوب حرب إقليمية شاملة من دون قصد لذلك".
وأوصى اللواء بشدة وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التوقف عن الإدلاء بتصريحات ليس ذات مصداقية في أغليها، قائلًا: "نظرًا إلى توقعات الشعب الكبيرة، فإن خيبة الأمل ستكون عظيمة، وإذا لم تكن لدى غالانت ونتنياهو الشجاعة لقول الحقيقة للشعب، فمن الأفضل ألاّ نسمع صوتهما في هذه الأوقات الصعبة، ونظرًا إلى الطريقة غير العقلانية التي يتصرف بها نتنياهو وغالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، فهم فقدوا تمامًا السيطرة على الوضع، والعجيب أن الجميع صامت!".
وشدّد على أن "هؤلاء الثلاثة ومساعديهم يتخذون القرارات من دون التفكير في التداعيات الكارثية التي ستنتج عنها، والجمهور يسير وراء هذه المجموعة التي ضلّت طريقها".