ذكر المراسل العسكري يوسي يهوشع، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أجرى في 28 آذار الماضي مداولات مع مسؤولين في قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال، بهدف مناقشة خطط الحملة الإعلامية في حال تصاعدت المواجهات وتطورت إلى حرب شاملة، وذلك على خلفية التوتر المتزايد على الحدود الشمالية مع لبنان.
وبحسب يهوشع، يُجمِع المسؤولون، في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، على الحاجة إلى حملة إعلامية منظمة لتهيئة المستوطنين للتعامل مع الحرب المُحتملة. والخلاف بهذا الشأن هو حول الطريقة التي ستُعتمد لتوجيه المستوطنين، وطريقة الترويج لتحوّل شكل المواجهة من تبادل محدود للقصف إلى حرب شاملة ومفتوحة.
هذا؛ ويعتزم غالانت اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن بعد إجراء المزيد من المشاورات مع ضباط هيئة الأركان ورؤساء الإستخبارات. وقال يهوشع: "ليس من الواضح ما هي الأسئلة التي ستُطرح في الاستطلاع، وكيف ستؤثّر على القرارات المتعلقة بالأمن القومي، لكن الأمر يدلّ على مدى الحساسية التي تتعامل من خلالها السلطات الإسرائيلية مع هذه القضية".
وتابع: "بالإضافة إلى الخوف من الذعر العام في "إسرائيل" في حال تطوّرت المواجهات الحدودية إلى حرب مع حزب الله، فإنّ غالانت يتخوّف من الطريقة التي ستؤثّر بها الحملة على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يُنظر إليه على أنه مستهلك نهم للإعلان الإسرائيلي، وغالبًا ما يحلّل مزاج الجمهور العام". وأردف يهوشع: "غالانت قد يعتقد بأن أصل طرح الحملة يشكّل مخاوف من أن يقوم نصر الله بحملة إعلامية واسعة لرفع وعي الجمهور الإسرائيلي على أنها مجرد فرصة للإقدام على ما امتنع عنه في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. نصر الله حقّق حتى الآن إنجازًا استراتيجيًا يتمثل بإخلاء مستوطنات خط التماس".
ووفقًا ليهوشع :"معضلة الحملة ترافق كل مسؤولي الجيش الإسرائيلي منذ العام 2006. حتى لو تناولت وسائل الإعلام مدى دقة صواريخ حزب الله، فالرأي السائد هو أن معظمنا لا يعرف أو يفضّل إنكار الحقائق. على سبيل المثال، يستطيع حزب الله أن يُطلق يوميًا عدد الصواريخ نفسه التي أطلقته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أي نحو 4 آلاف صاروخ.. ولكن السيناريو المرجعي الذي سيواجهه الجيش الإسرائيلي يتضمّن القدرة على إدخال أجزاء من إسرائيل في الظلام".