وجّهت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ما تبدو أنها لائحة اتهام ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته على خلفية وضع كيان العدو الدولي.
ورأت الصحيفة أن "إسرائيل" بعد خمسة أشهر على بداية الحرب تفقد تدريجيًا التأييد الذي منحه العالم الغربي لها، وتقف الآن أمام تسونامي سياسي حقيقي، فيما ينتهي أيضا صبر أفضل صديقاتها، الولايات المتحدة وبريطانيا. والإجراء ضدّها في محكمة العدل الدولية في لاهاي هو جزء من توجه عالمي للتنديد بعمليات إسرائيل" العسكرية".
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما شنّت الحرب على غزة كان مستوى شرعية الحكومة الإسرائيلية في العالم في الحضيض، بسبب تركيبتها بالأساس: فلا يمكنك أن تعين أشخاصا مثل بتسلئيل سموتريتش(وزير المال) وإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي) ولا تدفع ثمنًا جراء ذلك، واعتُبرت حكومة "تل أبيب" في العالم أنها حكومة دينية – متطرفة".
وعدّدت الصحيفة أسبابًا جعلت كيان العدو يفقد تأييد العالم:
* الحرب تجري بصورة بطيئة وطويلة. إدارتها لا تقف أمام نقطة حسم: لم نصفِّ قادة حماس ولم يُحرّر الأسرى.
* كلّما استمرت الحرب، ينتقل الانتباه العالمي من المعاناة الإسرائيلية إلى المعاناة الفلسطينية. والجوع، السكن في الخيام، صعوبة تلقّي خدمات طبية، هذه كلها تحتل العناوين الرئيسية والاهتمام الدولي، والعالم ينظر إلى "إسرائيل" على أنها قوة احتلال في معظم قطاع غزة ومسؤول عن رفاهية السكان.
* لا يوجد في الأفق أيّ استعداد إسرائيلي للدخول إلى مسار سياسي. وغياب رؤية "’اليوم التالي" يعمل ضدنا، وهو نتيجة لتطرف الحكومة الإسرائيلية ومعارضة نتنياهو التعهّد بعملية سياسية تقام دولة فلسطينية في نهايتها.
* الضغوط على الرأي العام العالمي ضد عمليات "إسرائيل" الحربية يتزايد. حقيقة أن حركة الاحتجاج في "إسرائيل" تتصاعد، تدل بنظر العالم على الوضع المعقد الموجود قيه نتنياهو.
* بايدن قد يخسر الانتخابات لصالح ترامب ويرصد موقف الحكومة الإسرائيلية أنه يستهدف جوهر احتمالات إعادة انتخابه. ويخيم خلف الكواليس طوال الوقت الاشتباه لدى المحيطين ببايدن أن نتنياهو يريد الفوز لترامب. وإذا اقتنع بايدن بذلك، فسنفقد الرئيس الأكثر ودا تجاه "إسرائيل".
كذلك تحدّثت الصحيفة عن أسباب جيوسياسية تؤثر على فقدان التأييد لـ"إسرائيل" في العالم. "بنظرة إقليمية، الخطر الأكبر لا يزال إيران. ومن أجل إنشاء تحالف قوي ضد إيران، على "إسرائيل" أن تدفع بعملة فلسطينية. فالسعودي لن تكون معنا إذا لم نبدأ عملية سياسية. وبنظرة عالمية، ثمة حاجة إلى ليونة إسرائيلية تجاه الصراع الدائر بين الغرب وبين روسيا والصين وكي يكون الشرق الأوسط بمعظمه في الجانب الصحيح".
وأضافت الصحيفة "بدلّا من أن يعانق أصدقاءنا، دعَمَ نتنياهو اليمين المتطرف، واستفزّ العالم بقرار حول البناء في المستوطنات، وهو يدير الحرب كأنه معنيّ باستمرارها إلى الأبد. وعدد المدنيين المستهدفين في الجانب الفلسطيني يرتفع باستمرار".
ووفقا للصحيفة، فإن "قضية المساعدات الإنسانية كلها هي فشل إسرائيلي مدوِّ. فـ"إسرائيل" قالت للعالم إن جميع الفلسطينيين في غزة هم حماس بالنسبة لها، ولذلك رفضت إدخال أيّة مساعدات، وأكثر ما فعلته هو السماح للعالم بإدخال مساعدات".
واعتبرت الصحيفة أن حلول شهر رمضان ينطوي على خطر في الفترة المقبلة. "إذا جرى التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، فإن العالم سيتعامل معنا بتسامح. لكن إذا تفجر العنف دون حسم، فعلى الأرجح أن الضغوط الدولية على "إسرائيل" ستستمرّ وتتصاعد".