أثارت التعيينات الجديدة التي أصدرها رئيس الأركان في جيش الاحتلال الصهيوني هيرتسي هاليفي أمس في مناصب عليا بشرط موافقة وزير الحرب يوآف غالانت، انتقادات المحلّلين السياسيين والعسكريين في الكيان الصهيوني، دفعت بعضهم إلى التساؤل: "كيف يقوم المسؤول عن الإخفاق بتعيين من سيحلّ مكانه؟".
تساحي دبوش
وفي السياق، أعرب مُعلّق الشؤون العسكرية السابق في إذاعة جيش الاحتلال تساحي دبوش عن صعوبة فهم كيف يمكن لرئيس الأركان، والذي جرى في ظله أكبر إخفاق في تاريخ الصهيونية، أن يختار الضباط الكبار التاليين في الجيش الإسرائيلي؟!.
وكتب دبوش إن "السماح لرئيس الأركان، والذي وقعت مذبحة 7 تشرين الأول في نوبته، بتعيين كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي هو مثل السماح لمقاول فاشل بنى لك منزلًا منهارًا بإعادة بناء المنزل.. هذا هذيان تام". وسأل دبوش: "الطبيب الذي أجرى العملية لم ينجح والجراحة فشلت.. أليس من الأجدر انتظار طبيب خبير جديد يصل لإعادة الجراحة من جديد؟".
اللواء احتياط إسحاق بريك
من جهته، اللواء في الاحتياط إسحاق بريك هاجم بشدة رئيس الأركان وقادة الأركان العامة، وبحسب كلامه هم ليس فقط إنهم لم يتحمّلوا مسؤولية شخصية واستقالوا بعد إخفاق السابع من تشرين الأول، بل أيضًا يقودون حاليًا جولة تعيينات واسعة في الجيش الإسرائيلي..!
وكتب بريك في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "في أي مكان مستنير في العالم سيُقال رئيس الأركان وجنرالاته على الفور أو يُجبرون على الاستقالة بعد أي إخفاق، كما حدث في الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس على قطاع غزة ضد أهداف عسكرية ومدنية عندما ذبح جنودها اليهود. إن تراخي قيادة رئيس الأركان وجنرالاته والعجرفة والغطرسة والرضا عن الذات هو ما تسبّب في الكارثة الرهيبة، وهي من أسوأ الكوارث التي عرفتها "إسرائيل" منذ قيامها. لكن في "إسرائيل" كل شيء يسير في الاتجاه المعاكس، فقد قبل رئيس الأركان وبعض جنرالاته مسؤولية صورية عنهم، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وهتف لهم شعب إسرائيل"؛ وفقًا لتعبير اللواء.
وقد أثار غضبه وثيقة نشرها رئيس الأركان، أعلن فيها عن بدء عملية تعيين جديدة للمناصب العليا في الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، فكتب بريك يقول: "إنها فضيحة من أخطر الأبعاد، حدثت في "دولة ديمقراطية"، جرى فيها تجاوز كل الحدود الأخلاقية والمعنوية وكأن لا وجود لها. وهذا يعني إلقاء كل القيم والأعراف الموجودة في الجيش الإسرائيلي إلى مزبلة التاريخ، وهذا تناقض كامل مع النظام الأخلاقي. هل يُعقل أن الذين تسبّبوا بالكارثة الرهيبة سيقرّرون من سيخلفهم من الجيل القادم من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي؟ يجب ألا نسمح بحدوث ذلك".
استقالات ومناقلات في قيادة الجيش الصهيوني في زمن الحرب
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي قد أعلن عن سلسلة تغييرات في المناصب العسكرية العليا، لأول مرة منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، بالرغم من أن إجراء المناقلات والاستقالات في زمن الحرب تعدّ هزيمة وفشلًا عسكريًا.
وفي بيان له، قال الجيش الصهيوني إنه: "جرى تعيين قائد جديد للوحدة المتعددة المهام بدلاً عن روي ليفي الذي سقط في هجمات السابع من تشرين الأول، وتعيين قادة جديد للواء غولاني واللواء الجنوبي في فرقة غزة واللواء الأول".
كما تضم القائمة ثلاثة قادة كبار برتبة بريغادير جنرال، و11 قائدًا جديدًا برتبة كولونيل، بالإضافة إلى 26 آخرين نُقلوا بين الوحدات بالرتبة ذاتها.
استقالات جماعية في الجيش
وسبق ذلك أن كشفت "القناة 14" الإسرائيلية عن موجة استقالات جماعية واسعة شملت عددًا كبيرًا من الضباط والمسؤولين في الوحدة المسؤولة عن نظام المعلومات في الجيش، بالرغم من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك احتجاجًا على سير العمليات العسكرية فيه.
وبحسب تقرير القناة، فإنّ الرجل الثاني في طاقم المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، موران كاتس والناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي والدولي ريتشار هاكت، هما من أبرز المستقيلين، وذلك على خلفية نتائج الحرب في غزة. كما قدمت 3 من المسؤولات استقالاتهن بدعوى أن الأمور الشخصية لا تسير على ما يرام، بالإضافة إلى عدم تقدمهن في السلم الوظيفي.
ووفقًا للقناة، فإنّ علاقات هاغاري مع عدد من رؤساء هيئة أركان الجيش السابقين، والذين ينتمون إلى أطراف سياسية معينة، أثارت تساؤلات كثيرة، إضافة إلى أن الاستقالات تعكس حال الاضطراب داخل وحدة المعلومات التي يديرها هاغاري. وأشارت القناة إلى أن عدد الأفراد الذين انتقلوا للتقاعد خلال الحرب الجارية ليس طبيعيًا.
وفي الأشهر الأخيرة، أفادت التقارير الإسرائيلية عن وجود خلافات عميقة بين الحكومة والجيش الإسرائيلي، وذلك بسبب إدارة الحكومة للحرب وخططها لما بعد الحرب في قطاع غزة.