ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ جيش الاحتلال قرّر تقليص عديد جنوده المتمركزين في المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية وتخفيف عدد قوات الجيش التي ستبقى هناك، كاشفة عن أنّ هذه المستوطنات ستُترك لما يُسمّى بـ"مجموعات التأهّب" المؤلّفة من عناصر احتياط مسرّحة من الخدمة، تتراوح أعمارهم ما بين 41 و70 عامًا.
ووفقًا للصحيفة، ستصبح المستوطنات بعد ذلك: "تحت سيطرة أعضاء مجموعات التأهب المحلية التي سيُطلب منها إعطاء جواب فوري على حوادث تسلل وحوادث أمنية داخل المستوطنات، إلى حين وصول الجيش إليهم".
ونقلت الصحيفة، عن أعضاء في ما يُسمّى بـ"مجموعات التأهب"، قولهم: "إنه منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر، يقلّصون في الجيش عدد الجنود المتمركزين في المستوطنات".
وقالت: "تدّعي مصادر في الجيش أنه تقرر إخراج الجنود الموجودين في شقق ومنشآت تابعة للمستوطنات، وسيُنقلون إلى أماكن مؤقتة أخرى ستقام لهم خارج هذه المستوطنات، وخلال النهار سيبقون بداخلها".
وأكدت الصحيفة أن قادة وأعضاء، في "مجموعات التأهّب"، أعربوا عن انتقادات كبيرة لهذه الخطوة، والتي علموا بها فقط في الأيام الأخيرة، وبحسب قولهم فإنّ "الجيش الإسرائيلي" بدأ بالفعل بتنفيذها على الأرض.
وأضاف هؤلاء: "إذا لم يكن الجيش هنا فلن يبقى هنا أحد.. كيف يفترض بي التصديق أنه سيكون هناك من سيردّ ويوقف قوات الرضوان في الوقت المناسب؟. وقال عضو مجموعة تأهب أخرى، من القطاع الغربي عند الحدود مع لبنان: "إن "مجموعات التأهب" لا يمكنها السيطرة على القطاع، يمكنهم في أفضل الأحوال مساعدة القوات.. نحن بحاجة هنا إلى مئات المقاتلين الذين كانوا هنا داخل مستوطناتنا.. الأمر يتوقف على قرار العدو وعلى استعداده، الجيش لم يعد قادرًا، برأيي، على وقف هجوم حزب الله".
وقالت "يديعوت أحرونوت" إنّ "مسؤولين كبارًا في الجيش صرّحوا كثيرًا، في الأسابيع الأخيرة، أن تهديد احتلال مستوطنات الجليل لم يعد مطروحًا على جدول الأعمال اليومي بسبب القوات الكبيرة الموجودة في القطاع، منذ هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، على خلفية انعدام ردّ "الجيش الإسرائيلي" للدفاع عن السكان في الجنوب مقابل آلاف "المخربين" الغزاويين الذين اخترقوا الحدود"؛ بحسب توصيفاتها للوضع.
وقال عضو من "مجموعة تأهب"، من إحدى المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان إن "تهديد الاحتلال ما يزال قائمًا، نحن نتلقى تقريرًا عنه كل يوم".
وقالت الصحيفة إن "قرار الجيش بتقليص قوات المقاتلين في المستوطنات المتاخمة للحدود مع لبنان يأتي على خلفية كشف "يديعوت أحرونوت"، أول من أمس الاثنين، أنهم في مجموعات التأهب في "الكيبوتسات" ومستوطنات السياج الحدودي طلبوا من الجيش إضافة قوة بشرية. وقد جرى تجنيد السكان العسكريين السابقين، ومعظمهم مسرّحون من خدمة الاحتياط، للدفاع عن منازلهم وبعد أربعة أشهر من الدفاع قالوا إنهم أُرهقوا من عبء المهام والبُعد الكبير عن عائلاتهم الذين أُجلوا وتوزّعوا في الفنادق في أرجاء البلاد".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ أعضاء ما يُسمى بـ"مجموعات التأهّب" مؤلفون من عناصر احتياط، تتراوح أعمارهم بين 41 و70 عامًا، يأملون الآن، على خلفية تقليص القوات، ألا يعتزم الجيش "البناء عليهم" كقوة يُطلب منها المواجهة أولًا في وقف هجمات التسلل ومحاولات الاحتلال".
وختمت الصحيفة بالقول: "جيش الاحتلال أفاد في ردّ له أنه ليس هناك تغيير في حجم القوات في المستوطنات، إنما بطريقة استعدادهم في منطقة الدفاع.. فصائل الدفاع في كل مستوطنات المنطقة الشمالية تتجند وستبقى جزءًا لا ينفصل عن مسعى الدفاع عن المستوطنات وعن المنطقة"، على حد تعبيرها.