نشر موقع "والا" مقالًا للرئيس التنفيذي لمعهد الأبحاث الإسرائيلي GFI نير غولدشتاين، قال فيه: "في حين تتجه فيه أعيننا نحو قطاع غزة، فإنّ مزارعي الشمال في وضع قتالي منذ شهرين، خاصة أن نحو نصف إمدادات "إسرائيل" من البيض يأتي من حظائر تقع على مسافة لا تزيد عن خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية".
وأضاف غولدشتاين: "بحسب وزارة الاقتصاد، فقد انخفضت الطاقة الإنتاجية للمنطقة الشمالية بالفعل بنسبة 50%، وهذا له عواقب وخيمة على الأمن الغذائي الإسرائيلي. وذلك في وقت ما تزال فيه الجبهة الشمالية منخفضة الوتيرة"، وتساءل: "فهل سيكون هناك ما يكفي من البيض على رفوف السوبر ماركت إذا اندلعت الحرب ضد حزب الله؟".
وإلى جانب التهديد الذي يواجه النمو المحلي، من المتوقع أن تظهر جبهة أخرى - من البحر، بحسب غولدشتاين: " لدى نصر الله (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) قدرة واضحة على تهديد موانئ حيفا، البوابة الرئيسة التي تمرّ عبرها إمداداتها الغذائية، والجمهور لا يُدرك أن 70% من غذائنا، و85% من اللحوم، تأتي عن طريق البحر، خاصة من موانئ حيفا. كما أن 90% من الأسماك التي نأكلها مستوردة".
وتابع غولدشتاين: "لذلك، إلى جانب الاهتمام بالإنتاج الزراعي، يجب علينا أن ننظر إلى التهديدات التي تواجه الواردات. فميناء حيفا هو عادة الميناء الرئيسي، ولكن منذ بدء القتال يستقبل المزيد من السفن، بسبب التحويل من المينائين الاثنين الآخرين اللذين يتعرضان للتهديد: ميناء أشدود الذي يعمل تحت التهديد من غزة، وميناء إيلات الذي يعمل في ظل التهديد من اليمن. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ترتفع أسعار المواد الغذائية - سواء بسبب أسعار التأمين البحري أم بسبب تمديد المسار. وقد أعلنت شركة زيم بالفعل أنها ستغير طرق النقل الخاصة بها بسبب تهديد "الحوثيين"، وستوجّه السفن للإبحار حول أفريقيا - ما سيزيد من وصول البضائع من الشرق حوالي 30 يومًا".
ويقول غولدشتاين: "كل هذا ينضم إلى الجبهة الجنوبية. في غلاف غزة، مخزن الحبوب والخضراوات الإسرائيلي، تُبذل جهودًا كبيرة تحت إطلاق النار، للتعافي من الأضرار التي خلفها القتال منذ 7 تشرين الأول. وإلى جانب أزمة العمال الأجانب، هناك قدر كبير من عدم اليقين يحيط بجدوى الزرع، ومسألة ما إذا كان حصاد الربيع سيجري كالمعتاد. بعد شهرين من الحرب، تعاني الزراعة الإسرائيلية، ليس فقط في المنطقة الجنوبية، وما يزال نقص العمال محسوسًا في جميع المناطق".
وخلص غولدشتاين إلى أن: ""إسرائيل" دخلت الحرب من دون خطة قومية للأمن الغذائي، وهي خطة من شأنها أن تضمن قدرة الاقتصاد الغذائي على العمل في مجموعة متنوعة من سيناريوهات الطوارئ. بالتأكيد ستقولون: حسنًا، هذه حرب، حال متطرفة - من كان يتخيّل ذلك؟ الحقيقة هي أن هناك من حذّر"