صواريخ حزب الله المضادة للدروع تركت بصمات وآثارًا ليس على مستوى المواقع والأهداف التي ضربتها في شمال فلسطين المحتلة فحسب، بل حفرت في عقول قادة العدو وفرقه العسكرية من المخاوف والقلق ما لا يمكن تجاهله.
بعد تصريحات المستوطنين الصهاينة في المستوطنات الشمالية بعدم العودة إلى منازلهم، ها هم ضباط كبار قادة فرق في جيش الاحتلال يعبرون عن مخاوفهم وقلقهم من حزب الله وقدرته على ضرب أي هدف يلوح له في الشمال الفلسطيني المحتل، يقول هؤلاء: "أي عملية هنا يجب أن تدرس من أجل عدم كشف قوات أمام أعين خلايا حزب الله".
هذه الأجواء اضطرت قادة فرق قيادة المنطقة الشمالية إلى تكثيف الحوار مع قوات الاحتياط على الحدود وفي المستوطنات، للتأكيد لهم بأن "المهمة بعيدة عن الانتهاء".
الضباط الكبار أوضحوا أمام وحدات الاحتياط أنه: "من غير الواضح ماذا سيكون المخطط لإعادة المستوطنين إلى منازلهم.. الأمر قد ينتهي بحرب، وقد ينتهي بأيام قتالية صعبة". قادة الفرق تحدثوا، بحسب موقع "والاه" العبري، عن "حال تأهب مرتفعة واستعداد سيستمر لوقت طويل.. طالما كان ذلك ضروريًا".
وبحسب كلام الضباط؛ هناك شعور وسط المستوطنين أنّ: "الوضع عند الحدود اللبنانية قابل للانفجار. هناك تهديد مستمر من إطلاق صواريخ مضادة للدروع، قذائف هاون وصواريخ وخشية من عمليات اختراق قوة الرضوان التي ستحاول البحث عن نقطة ضعف عند الحدود. لا أحد يستبعد إمكان حدوث أي سيناريو، وحتى استخدام طائرات انتحارية من دون طيار والمحلقات مع قنابل يدوية، فالوضع هنا متوتر جدًا".
بعض جنود الاحتياط يحمون المستوطنات، كما يكتب موقع "والاه"، في حين أن المستوطنين في الشمال لم يعودوا إلى منازلهم ومناطق كاملة تحولت إلى مدن أشباح. وقالوا: "في هذا الوضع؛ المدنيون لا يمكنهم العودة إلى الشمال".
في غضون ذلك، أشار موقع "والاه" إلى أن جهاز العلوم السلوكية في الجيش الصهيوني بدأ بتوزيع استطلاعات لجنود الاحتياط، في مختلف الفرق، لـ"تقييم مستوى الحافزية لدى القوات، والارتباط بالمهمة الطويلة بعد مرور حوالى شهرين، وشروط الخدمة"، خاتمًا بالقول: "من المهمّ الإشارة، إلى أنه ما تزال هناك مشكلات في التجهيزات والتموين الغذائي بشكل خاص على خلفية الأحوال الجوية الشتوية".