ألغت الإمارات زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى البلاد، والتي كانت مقررةً في بداية كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك بسبب مخاوفها من أن يؤدي سلوكه خلال الزيارة إلى توترات مع طهران، بحسب ما نقل الصحافي الاسرائيلي في موقع "والا" باراك رابيد عن ثلاثة مسؤولون صهاينة كبار.
وبحسب الموقع، عندما تولى نتنياهو منصبه في نهاية كانون الأول/ديسمبر، أعلن أنَّ زيارته الأولى للخارج ستكون إلى الإمارات. وفي الشهر نفسه، تحدث مع رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد الذي دعاه الى زيارة البلاد.
وفي مكتب نتنياهو، بدأ الصحافيون يطلعون على أن الرحلة ستتم في الأسبوع الثاني من كانون الثاني/يناير. لكن بعد أيام قليلة، وبعد دخول وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي، أعلن مكتب رئيس الوزراء أنَّ الرحلة إلى الإمارات تأجّلت.
وقال مستشارو نتنياهو في ذلك الوقت إن التأجيل كان لأسباب لوجستية وليس له علاقة بزيارة بن غفير إلى مسجد الأقصى.
وبحسب هؤلاء المسؤولين الكبار، فإن سبب التأجيل ليس له علاقة بدخول بن غفير إلى باحات المسجد الأقصى، كما لم تنبع من أسباب لوجستية وفق المقربين من نتنياهو. وأشارت المصادر المطلعة على التفاصيل إلى أنَّ الإمارات تريد أن تركز الزيارة على "اتفاقيات إبراهام" والعلاقات بين الطرفين في مجالات التجارة والسياحة والاقتصاد، ولكن كان لدى نتنياهو خطط أخرى للزيارة، فبحسب مسؤولين إسرائيليين أراد رئيس الوزراء الصهيوني استخدام الزيارة، كإشارة علنية ضد إيران.
في غضون ذلك، أعربت الإمارات عن قلقها من أن نتنياهو سيتحدث علنًا ضد إيران، عندما يكون على أراضيها. ونتيجة لذلك، خشي الإماراتيون من أن يؤدي مثل هذا السلوك إلى زيادة التوترات، وقرروا تأجيل الزيارة، على ما يفيد الموقع.
رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على الأمر، كما رفض مسؤولان إماراتيان كبيران التعليق على أسباب تأخير زيارة نتنياهو، لكنهما قالا إن قيادة الإمارات مهتمة بزيارة نتنياهو للبلاد.
ولفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنَّ نتنياهو تفهّم الوضع الحساس الذي يواجهه الإماراتيون مع إيران ووافق على الالتزام بأن أي زيارة مستقبلية إلى الإمارات، سترتكز، على الأقل بشكل علني، على العلاقات الثنائية بين الطرفين وليس الموضوع الإيراني، لكن التصعيد في الضفة الغربية منذ تسلم نتنياهو لمهامه خلق عقبة أخرى أمام الزيارة، وكشف مسؤولون إسرائيليون أنَّ الحساسية السياسية للإماراتيين تجاه القضية الفلسطينية أخّرت حتى الآن تنسيق موعد جديد للزيارة.