في الوقت الذي تزعم فيه الولايات المتحدة الأميركية الحرص على تطبيق قواعد الديمقراطية عبر رفعها شعارات مزيّفة وتغنّيها بالدفاع عن الحقوق والحريات في العالم.. تتكشف يومًا بعد يوم أوجه الإرهاب فيها لا سيما التمييز العنصري والإجرام والتطرف المعادي.
وفي تطور جديد، سلطت مجموعة "صوفان" الضوء على تقرير جديد أعدته لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، والذي انتقد كيفية تعاطي الأجهزة الحكومية الأميركية مع التهديد المتمثل بـ "الإرهاب المحلي"، وتحديدًا العنصريين البيض والمتطرفين المعادين للحكومة.
وأشارت المجموعة إلى أنّه جرى إعداد التقرير على مدار ثلاث سنوات، وإلى أنّه انتقد أداء كل من وزارة الأمن الداخلي الأميركية ومكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) على خلفية جمع وتحليل البيانات وعدم تخصيص الموارد بالشكل المطلوب.
كما لفتت المجموعة إلى ما خلص إليه التقرير لجهة أنّ العنصريين البيض يشكلون "الفكر الأيديولوجي" الأخطر مقارنة مع الأشكال الأخرى من التطرف العنصري والعرقي.
كما رجّحت أن يكون للتطرف المتمثل بالعنصريين البيض بعدًا دوليًّا، متحدثة عن إنشاء شبكات بين جماعات من النازيين الجدد وغيرهم ممّن يحمل العقيدة العنصرية.
وذكرت المجموعة أن التقرير وجّه الانتقادات إلى الأجهزة الحكومية الأميركية، واتهمها بعدم التصرف بالسرعة المطلوبة في مواجهة الإرهاب المحلي، مشيرة إلى أنّ هذه الانتقادات تأتي على الرغم من أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أصدرت استراتيجية لمحاربة الإرهاب المحلي في شهر حزيران/ يونيو عام 2021.
وفي نفس الوقت، قالت المجموعة إنّ حالة من الضياع على صعيد مكافحة الإرهاب على المستوى المحلي ليست مفاجئة في ظلّ عدم وجود القوانين بشأن الإرهاب المحلي في الولايات المتحدة.
وأشارت، في هذا السياق، إلى سياسة وضع العنف الذي يمارسه العنصريون البيض في نفس خانة ما سُمّي بالمتطرفين من "الهوية السوداء"، مضيفة أنّ البعض إنّما يرى أنّ ذلك يستهدف الناشطين من الأفارقة الأميركيين. وحذَّرت من أن وضع هذه الأطراف ضمن نفس الخانة يشوّش على الطبيعة الحقيقية للتطرف العنصري الأبيض العنيف.
كذلك أضافت المجموعة، أنّ التقرير يذكّر بالتهديدات الإرهابية المختلفة التي تواجهها الولايات المتحدة، والتداعيات الناتجة عن عدم معالجة هذه التهديدات والاستثمار بشكل أكبر في وضع الإجراءات الوقائية.
كما نبّهت إلى أنّه ورغم عدم حدوث أعمال عنف تُذكر في الانتخابات النصفية التي جرت مؤخراً، إلا أنّ هناك مخاوف حقيقية من "الميليشيات المتطرفة" التي تمارس العنف والإرهاب على أساس عنصري، ناهيك عن سيل من المعلومات المضلّلة ونظريات المؤامرة التي عادة ما تسهل من تجنيد الأتباع.