كشف موقع "والا" العبري أن "المفاوضات السرية التي تجريها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بين العدو وكل من السعودية ومصر ـ والتي تم الكشف عنها صباح أمس الثلاثاء ـ دخلت في اللحظات الحاسمة". وقال الموقع: "إن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون مصيرية في محاولة التوصل الى تفاهمات تنظم السيادة على جزر "تيران" و"صنافير" في البحر الأحمر، وستدفع قُدمًا خطوات التطبيع من جانب السعودية نحو الكيان الغاصب".
واعتبر الموقع أنه "لطالما كانت المملكة العربية السعودية "درة التاج" بالنسبة لرؤساء حكومة الاحتلال الذين حاولوا الدفع نحو التطبيع معها، وليس لأنها فقط الدولة العربية الأكثر أهمية، ولكن أيضًا الدولة الإسلامية الأهم، والتي تقع على أراضيها مدينتا مكة المكرمة والمدينة المنورة" وفق تعبيره.
وأكد "والا" أن "خطوات التطبيع من جانب السعودية حتى لو كانت متواضعة ومتدرجة ستشكل رسالة سياسية مهمة للعالم والمنطقة"، لافتًا إلى أن "قادة عرب ومسلمين من إندونيسيا في الشرق وحتى أريتريا في الغرب قد يتشجعون ويشعرون أن لديهم دفعة الى الأمام للتقدم نحو التطبيع مع "إسرائيل""، بحسب تعبير الموقع.
وقد جرت عدة محادثات بين مسؤولين كبار في مكتب رئيس حكومة العدو نفتالي بينيت ومسؤولين كبار في البيت الأبيض لتنسيق الخطوات والرسائل، وذلك قبل أن يكشف "والا" الخبر وبعده، وذلك للتأكد من أن المفاوضات ستستمر حتى بعد أن تكشفت الى العلن.
مسؤولون كبار صهاينة وأميركيون قالوا: "إن الاتصالات مع السعودية حساسة وسرية للغاية، خاصة بسبب مخاوف السعودية من انتقادات داخلية وانتقادات من إيران وعناصر معادية للسعودية في العالم العربي"، بحسب تعبير الموقع.
واعتبر الموقع أنه "إذا نجحت الوساطة الأميركية بين "إسرائيل" والسعودية ومصر وتحقق اتفاق يتضمن خطوات تطبيع مع العدو، سيشكّل ذلك إنجازًا مهمًا لبينيت ووزير الخارجية يائير لابيد الذين دفعا الأميركيين نحو خطوة من هذا النوع منذ اليوم الأول في منصبهما".
وقال الموقع: "إن الائتلاف الهش لبينيت ولابيد لن يخرج من دائرة الخطر نتيجة انجاز كهذا، لكن هو بالتأكيد قد يؤدي الى ارتفاع دعم الجمهور للحكومة ـ وربما أيضًا من جانب اليمين واليسار اللذين خاب أملهما من عملها خلال الأشهر الماضية".
ولفت الموقع إلى أن البيت الأبيض يريد التوصل إلى رزمة صفقة أكبر مع السعودية من شأنها أن تعزز مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ولكن لها أيضًا تأثير إيجابي على الاقتصاد الأميركي، ويقع النفط السعودي في صلب هذه الصفقة.
وتابع أن "بايدن يريد أن تزيد السعودية من استخراج النفط، فهذا مهم له على خلفية الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي يريد فرضها على النفط الروسي، لكن أكثر من كل شيء لأن ارتفاع أسعار النفط يؤثر على الاقتصاد في الولايات المتحدة.
وأردف أنّ "بايدن بحاجة قبيل الانتخابات المرحلية للكونغرس الأميركي الى أي تحسين في الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة، كما أن إعلان السعودية عن نيتها زيادة إنتاج النفط في غضون بضعة أشهر سيخفض الأسعار ويساعد الرئيس الأميركي".
وختم الموقع قائلًا: "إنّ قطع هذه "البازل" يفترض أن تعمل تمهيدًا لوصول بايدن الى الشرق الأوسط نهاية شهر حزيران/ يونيو، وفي هذه المرحلة على الأقل يبدو أن الأمور تتقدم بشكل جيد، وهناك فرصة معقولة أن ينجح الأميركيون في تحقيق غالبية أهدافهم".