كشف رئيس حكومة العدو نفتالي بينيت عن "عملية نفذها عناصر من "الموساد" الإسرائيلي خلال الشهر الماضي من أجل البحث عن معلومات جديدة حول مصير ومكان الطيار الصهيوني المفقود رون أراد، واصفًا العملية بـ"المعقدة والواسعة والمثيرة،" وقال "سنبذل المزيد من الجهود لمعرفة مصير أراد".
وفي كلمة له خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست التي سجّلت اعتراض ممثلي الأحزاب الدينية من قاعة الكنيست ومقاطعة أعضاء حزب "الليكود"، شكر بينيت جيش الاحتلال و"الشاباك" و"الموساد" على دورهم في العملية، وقال إنه جرى إبلاغ عائلة أراد عنها، وأضاف: "سنواصل العمل من أجل إعادة الأسرى والمفقودين إلى ديارهم، فداء الأسرى هو قيمة يهودية تحوّلت إلى أكثر القيم المقدسة لدينا"، على حدّ تعبيره.
وأشاد بينيت بـ"الإنجازات التي حققتها حكومته في الأشهر الثلاثة الأخيرة، والنجاح بخفض إصابات "كورونا" دون فرض الإغلاق الشامل"، مؤكدًا أن "الميزانية العامة ستمرّ بالقراءتين الثانية والثالثة قريبا، والأمر سيساهم في تنشيط العملية الاقتصادية".
من جهة ثانية، قال بينيت إن "السنوات الأخيرة تميزت بفقدان السلطة في النقب.. شهدنا اندلاع أعمال عنف شديدة خلال عملية "حارس الأسوار"، لذلك سنعيد السلطة في النقب".
وأشار إلى أن "العلاقات مع الولايات المتحدة ومع البيت الأبيض والكونغرس جيدة ودافئة"، وتابع "علاقاتنا مع يهود الشتات، خصوصًا يهود الولايات المتحدة مع كل أطيافهم آخذة بالتعزز"، معتبرًا أن "العلاقات مع مصر والأردن، تتعزز أيضًا، ونحن نعمل على إصلاح ما جرى إتلافه ونحافظ على ما هو جيد، مثل اتفاقيات أبراهام (التطبيعية) التي نعمل على توسيعها".
وتحدث بينيت عن محاولة اغتيال الملياردير الصهيوني يدي ساغي في قبرص، وقال إن "إيران ستواصل بذل جهودها لإلحاق الضرر بـ"إسرائيل" ومواطنيها في الأيام الأخيرة في عملية أُحبطت في قبرص"، لافتا إلى أننا "نعمل في ساحات كثيرة طيلة الوقت، وفي الوقت نفسه نعمل على ضمان التفوق المطلق للجيش واستعداده للتحديات الكبيرة الماثلة أمامه، ليس بالكلام، إنما باستثمار كبير للموارد من ميزانية الدولة".
عملية فاشلة
بالموازاة، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله إن "العملية التي نفذها عناصر من "الموساد" لم تكن ناجحة"، مشيرا إلى أنها "لم تؤدِ إلى النتائج المرجوة ولم تثمر المعلومات التي وُجّهت من أجلها، على الرغم من أن سلسلة نشاطات نُفّذت في عدة ساحات من أجل تنفيذ العملية".
القناة "12" الإسرائيلية ذكرت أن رئيس "الموساد" وصف العملية بأنها "فاشلة"، وقال لرجاله إنها كانت "جريئة ومعقدة لكنها لم تكن ناجحة بل فاشلة".
وبحسب مصدر، "وجَّهَت المؤسسة الأمنية إنتقادات حادة لهذه العملية وقالت إن "الحديث يدور عن تبجح ليس في محله"، مدعيا أنه "لم يقع ضرر في أصل نشر العملية، لأن هذا العمل قد استنفد".
مصدر صهيوني أمني آخر مطّلع على تفاصيل العملية، قال للصحيفة إنه "تفاجأ من قرار بينيت نشر هذه المعلومات"، مضيفا أن "إنجازات هذه العملية لا تبرر كشفها والتباهي بها.. لو كنتُ مكانه لما فعلتُ ذلك".
في المقابل، أصرّت مصادر في مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية على وصف العملية بـ"الناجحة" مع الإقرار بأنها لم تؤدِ إلى إختراق جوهري"، لافتة الى أن "إعلان بينيت عن العملية كان بعلم "الموساد" وبالتنسيق معه، إذ أصدر رئيس الموساد بيانا لعناصر المنظمة ادعى فيه أن العملية كانت ناجحة ومهمة".
مصدر سياسي صهيوني بيّن أن "الموساد حصل على معلومات تتعلق بمصير رون أراد، ونتيجة لذلك قرر الخروج إلى الميدان لفحص مصداقيتها"، مشيرًا إلى أن "الوصول إلى الهدف يتطلب عملية واسعة وغير مسبوقة"، وعدّها في الوقت نفسه "ناجحة للغاية".
كذلك أفادت الصحيفة أن مصدرا من مكتب بينيت أكد أن "العملية لتحقيق معلومات استخبارية حول رون أراد كانت ناجحة، ونفذت من خلال الالتزام بأهداف عملانية غير مسبوقة"، وقال إن "إحضار معلومات أمام أعضاء "الكنيست" والجمهور الواسع كان تقديرًا، يعكس السعي والالتزام العظيم بإعادة أبنائنا إلى وطنهم، كل نشر لمعلومات أخرى هو كذب وافتراء"، على حدّ تعبيره.