قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون مطَّلعون على فحوى المحادثات، إنَّ الولايات المتحدة والكيان "الإسرائيلي" أجريا محادثاتٍ أمنيةٍ قبل حوالي ثلاثة أسابيع حول التعاون ضد المسيَّرات الإيرانية، صواريخ كروز والصواريخ الدقيقة، التي تنقلها الجمهورية إلى فصائل المقاومة في المنطقة.
وأشاروا إلى أنَّ هناك قلقًا متزايدًا في كلٍ من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة من أنَّ إيران تُزوِّد حلفاءها في المنطقة بطائراتٍ مسيَّرةٍ مسلحةٍ وصواريخ كروز وصواريخ دقيقة.
ونبَّه المسؤولون إلى أنَّ إيران نقلت تكنولوجيا من هذا النوع إلى حركة أنصار الله في اليمن، وإلى فصائل المقاومة في العراق، وإلى فصائل المقاومة في سوريا وإلى حزب الله في لبنان، كما أوصلت أيضًا علوما في هذا الموضوع إلى حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في غزة.
بدوره، لفت موقع "والاه" العبري إلى خشية "إسرائيل" والولايات المتحدة من أنَّ فصائل المقاومة يمكن أن تنفِّذ هجماتٍ دقيقة باستخدام "أسراب" من المسيَّرات الجوية المسلحة التي يمكن أن تتجنَّب أنظمة الرادار لتصل إلى أهداف عسكرية بدقة، موضحًا أنَّ الخشية قد زادت في أعقاب سلسلة الهجمات بواسطة المسيَّرات الإيرانية في الشهرين الأخيرين.
وبادر إلى التعاون بين الولايات المتحدة وكيان العدو بشأن هذه القضية مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، الذي اقترحه على نظيره "الإسرائيلي" مئير بن شبات خلال اجتماعهما في واشنطن في نهاية نيسان.
وذكر مسؤولون أمركيون و"إسرائيليون" رفيعو المستوى إنَّه قبل حوالي ثلاثة أسابيع، اجتمعت مجموعة العمل التي تشكَّلت لهذه القضية لأول مرة، وترأس الفريق الأمريكي مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغراك، وكان الفريق "الإسرائيلي" بقيادة نائب المستشار الأمن القومي رؤوفين عيزر.
وأضافوا أنَّ وفدهم اقترح استغلال حقيقة انتقال الكيان الصهيوني قبل عدة أشهرٍ من منطقة مسؤولية القيادة الأوروبية في الجيش الأميركي إلى منطقة قيادة المنطقة الوسطى للبدء بالتعاون بين الولايات المتحدة، "إسرائيل" والدول العربية التي تواجه أيضًا التهديدات الإيرانية.
كما طرح الكيان "الإسرائيلي" فكرةً إضافيةً في المحادثات مع الولايات المتحدة وهي تأسيس "منطقة حظر طيران" في الشرق الأوسط للمسيَّرات الإيرانية، وهذه كانت مجرد فكرة أولية ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان يمكن تنفيذها وكيف يمكن تنفيذها.
ويتطلَّع المسؤولون الكبار إلى المزيد من اجتماعات الطاقم المشترك خاصة في ضوء حقيقة أنَّ الأمريكيين قلقون للغاية بشأن الهجمات باستخدام الطائرات المسيَّرة وصواريخ كروز على قواتهم في العراق بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام.