تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت عبر موقعها الالكتروني موضوع توقيع إيران والصين على اتفاقية للتعاون الاقتصادي والأمني، الذي سيعبد الطريق لاستثمارات صينية في إيران بمليارات الدولارات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم التوقيع على الاتفاقية في حفل بث على التلفزيون الإيراني على خلفية "القمة المتوترة" التي عقدت الأسبوع الماضي بين الصين والولايات المتحدة، وبالتوازي مع جس النبض حول العودة إلى الاتفاق النووي.
وتظهر مسودة الاتفاقية تعميق التعاون العسكري بين الطرفين، مما قد يؤدي إلى موطئ قدم صيني في منطقة ذات أهمية استراتيجية عالية للولايات المتحدة.
وبموجب الاتفاقية، ستجري الصين وإيران مناورات عسكرية مشتركة، وستتعاونان في البحث والتطوير للأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وكل ذلك من أجل "مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والبشر والجرائم العابرة للحدود"، بحسب الصحيفة.
ونُشرت مسودة الاتفاقية، التي تبلورت السنة الماضية على خلفية مساعي رئيس الولايات المتحدة حينها دولاند ترامب عزل الإدارة الإيرانية بسبب برنامجها النووي.
وبحسب معلق الشؤون العسكرية والأمنية في موقع يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، فإن اتفاقية التعاون ستمنح إيران "عجلة خلاص" لاقتصادها المنهار وإمكانية لتجاوز العقوبات الأميركية، وستكسب الصين وجودًا استراتيجيًا في المنطقة وترفع مكانتها كقوة اقتصادية، بينما ستعاني الولايات المتحدة من ضربة قاسية لموقعها في المنطقة.
ومع التوقيع على الاتفاق، سيكون لدى "إسرائيل" أيضًا سبب للقلق من وجهة نظر استراتيجية وعسكرية واستخباراتية، إذ إن تنفيذ البنود المتعلقة بالتكنولوجيا والتعاون العسكري والاستخباري بين بكين وطهران سيلحق ضررا بقدرة الولايات المتحدة سوية مع "إسرائيل" على إحباط البرنامج النووي الإيراني، خاصة إذا قررت إيران "الانطلاق" إلى القنبلة النووية وإذا كان هناك حاجة لإحباط ذلك بالوسائل العسكرية.
وبحسب موقع يديعوت فقد أدى استئناف العقوبات الأمريكية في عهد ترامب والتهديد بمعاقبة الشركات التي لها علاقات تجارية مع طهران، إلى إبعاد المستثمرين عن إيران وقيّد التجارة معها، وقد دفع اليأس الإيراني البلاد إلى أحضان الصين.
وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الاتفاقية، فإن الصين ستستثمر حوالي 400 مليار دولار في إيران على مدى السنوات الـ 25 المقبلة.
وأشار الموقع إلى أن التوقيع على الاتفاقية يتوقع أن يفاقم أيضا التوتر بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تدهورت علاقاتهما منذ تفشي وباء كورونا.