تتعرّض قرية الولجة الواقعة شمال غرب مدينة بيت جالا لهجمة استيطانية منذ سنوات، تتمثّل بهدم عشرات المنازل وإخطارات أخرى بالهدم ووقف البناء وتجريف أراضٍ وقطع للأشجار وهدم أسوار استنادية ومصادرة مزيد من أراضيها، بهدف تنفيذ أطماع استيطانية وإقامة مشاريع كبرى لربط مدينة القدس في شبكة طرق وأنفاق مع مستوطنات أخرى مُقامة على أراضي غرب جنوب بيت لحم في إطار مخطط القدس الكبرى، وذلك بحسب تقرير صادر عن مؤسسة "حرية نيوز" الحقوقية.
الناشط في قرية الولجة، إبراهيم عوض الله، أكّد أنّه في الآونة الأخيرة شنّت قوات الإحتلال هجمة مسعورة على أراضي الولجة، تمثّلت بإعطاء إخطارات هدم وتجريف مناطق زراعية واقتلاع 70 شجرة زيتون، مضيفاً أنّ الإحتلال يحاول الإستيلاء على المنطقة لأهداف استيطانية من خلال ربط المستوطنات ببعضها في مجمع "غوش عتصيون".
ولفت عوض الله إلى أنّ هجمات احتلالية واستيطانية متتالية تتعرّض لها قرية الولجة، بما في ذلك 40 قرار هدم لمنازل القرية بهدف التضييق على أهلها وتهجيرهم منها، ليتسنّى للإحتلال التوسّع الإستيطاني وتنفيذ خطة الضّم.
كما أشار عوض الله إلى أنّ المستوطنين قبل فترة فتحوا مياه المجاري على قرية الولجة تحديداً أمام المركز الصحي في القرية، موضحاً أنّه تمّ انتزاع قرار من الإحتلال بمنع تكرار هذه الحادثة وذلك بعد فعالية رافضة لاعتداءات للمستوطنين.
من جانبه، أكّد مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والإستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، أنّ كلّ المآسي التي شهدها التاريخ الإحتلالي مختزلة في منطقة الولجة وتتمثّل في أنّها تحوي مناطق 48 و67، ولفت إلى أنّ قرية الولجة تُعاني من التهجير القسري والإستهداف الإستيطاني وتُعاني من هدم المنازل ومصادرة الأراضي، بالإضافة إلى ارتداد الجدارين الشائك والإسمنتي، موضحاً أنّها تُعاني من كلّ أشكال القمع والتهجير.
وتعدّ قرية الولجة من القرى المهجّرة عام 1948، وتقع على بُعد 5.8 كم جنوب غرب مدينة القدس المحتلة، و4 كم شمال بيت لحم، وتُعتبر من أقدم القرى في فلسطين، واستولى الإحتلال على 74% من أراضي القرية عام 1948 حيث تمّ هدم مباني وبيوت القرية، وأُقيم على أنقاضها في عام 1950 مستوطنة "عمينداف"، إلّا أنّ بعض معالم القرية ما زال قائماً، ويشهد على عروبتها وتهجير سكانها.
ويستهدف الإحتلال محافظة بيت لحم من خلال زيادة وتيرة الإستيطان، وتغيير حدود الأراضي شرقي المحافظة، ومنع المواطنين من الدخول والمكوث في أراضيهم المحاذية لبعض المستوطنات.
ومحافظة بيت لحم من أوائل المناطق في الضفة الغربية التي تعرّضت لهجمة استيطانية بعد الإحتلال الإسرائيلي في العام 1967، وبحسب الإحصائيات فإنّ ما نسبته 20% من عدد المستوطنين في الضفة الغربية، يسكنون في المستوطنات المُقامة على أراضي المحافظة.