دراسة جديدة لمركز أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي: حرب الشمال المقبلة مدمّرة
أنهى مركز أبحاث الأمن القومي في كيان العدو مؤخرًا ورشة أبحاث جرى خلالها دراسة تحديات "اسرائيل" المتوقعة في الحرب المقبلة في الشمال.
الدارسة نشرها المركز بعنوان "المعركة المقبلة في الشمال"، وتتألّف من 73 صفحة تتضمّن سيناريوهات المواجهة وبدائل استراتيجية وتوصيات للسياسيات الاسرائيلية.
وفي الدراسة، يحذّر مدير المركز العميد احتياط أودي ديكل من أن الجبهة الداخلية ستُهَاجَم في الحرب المقبلة بآلاف الصواريخ، بينها عشرات الصواريخ الدقيقة، وبطائرات مُسيّرة هجومية من عدة جبهات بشكل متوازٍ: لبنان، سوريا، غرب العراق، ومن الممكن أيضًا غزة.
سيناريوهات التدهور
ووفقًا لمعدّي البحث، فإن هدف الدراسة هو التأثير على تفكير وتنظيم المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية الاسرائيلية، عبر التطلّع الى العقد المقبل، والاستنتاج الأساسي من البحث هو أن المواجهة المقبلة ستحدث مقابل المحور الإيراني – الشيعي. وعلى ضوء تبلور هذا المحور، يتشكّل تواصل برّي من طهران الى بيروت، بما في ذلك بناء قدرات مختلفة لمُهاجمة "إسرائيل" بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ، وبطائرات غير مأهولة، وكذلك من خلال مجموعات لمقاتلي "حرب عصابات" ستدخل الى "إسرائيل" وتحتلّ مستوطنات ومواقع حيوية بالقرب من الحدود مع لبنان والجولان.
معدو الدراسة استنتجوا أن الحرب المقبلة ستكون على عدة جبهات: لبنان، سوريا، غرب العراق، مع إمكانية انضمام حركتي "حماس" و"الجهاد" الإسلامي من قطاع غزة.
وجاء في الدراسة أن إيران بواسطة بناء القدرات الهجومية وانتشار حلفائها بالقرب من الحدود في الجولان وحزب الله في لبنان، زادت من مساحة الاحتكاك بين المحور "الشيعي" و"إسرائيل"".
وأكد معدّو البحث أن "هناك تغيّرات مهمة في التهديد تتمثّل في تعاظم قوة حزب الله، وبشكل خاص مساعيه للتزوّد بصواريخ دقيقة".
الدراسة تتوقّع احتلال الجليل من قبل مقاتلي حزب الله
الباحثة في المركز أورنا مزراحي قالت من ناحيتها إن "الحرب المقبلة في الشمال ستكون مدمّرة وقاسية"، وأضافت "على الرغم من أن الأطراف لا تسعى للحرب، إلا أن هناك خطرًا كبيرًا بحدوث تدهور وتصعيد لا يمكن السيطرة عليه سيؤدي إلى معركة واسعة. معدو البحث أشاروا الى إن
الحرب المقبلة ستكون مختلفة من حيث الحجم والقوة، مقارنة بالحروب السابقة، إذ من المتوقع حصول دمار كبير للجبهة الداخلية، يتضمن ضرب أهداف استراتيجية في "اسرائيل".
ولفت البحث إلى أن سيناريو الهجوم المفاجئ، عندما تكون أنظمة الدفاع الإسرائيلية غير مستعدة، يمكن أن يمسّ ويعطّل قدرة العمل العسكرية، وسينعكس ذلك في رد هجومي فوري، وفي جاهزية قوات الدفاع الجوي، وفي تعبئة قوات الاحتياط، وتابع "في أيّ سيناريو، سيركّز "العدو" على إلحاق أضرار جسيمة بالجبهة الداخلية المدنية لـ"إسرائيل"، وتعطيل عمل الاقتصاد، من خلال محاولة تقويض الصمود الوطني الذي أظهر تصدعات طوال أزمة كورونا".
كذلك تحدّث مدير المركز عن أن "الوضع في المجتمع الإسرائيلي مقلق، بحسب ما ظهر خلال أزمة مواجهة "كورونا"، لنجهة انعدام الشراكة بالمصير، وحدة الهدف، التضامن والاستعداد لتحمل الأعباء، وهذا ما يثير قلقًا كبيرًا بشأن نتائج الحرب".