بعد أيام على انطلاق مناورة السهم القاتل التي تحاكي حربًا متعددة الجبهات ولا سيّما عند الجبهة الشمالية (لبنان وسوريا)، يبدو أن تدريبات جيش الاحتلال ذهبت سدى، فبدل أن يُكمل ما بدأه ها هو يتسبّب بما لم يكن في الحسبان، خاصة أنه غيّر وبدون إنذار مسبق مكان المناورة إلى المحمية الطبيعية في حرمون، وفق ما أفاد مراسل قناة 12 الاسرائيلية غاي فارون.
التعديل المفاجئ استدعى انضمام مقاتلين من لواء الكومندوس إلى منطقة حرمون بهدف إجراء مناورة هناك بالنيران الحية، والهدف محاكاة سيناريو أمني في عدة ساحات وتحسين قوة الجيش الهجومية، لكن كلّ هذه الاجراءات انقلبت عليه، فالمؤسسة العسكرية عمدت الى استخدام نيران حية خلافًا لتوصيات ما تسمّى "سلطة الطبيعة والحدائق"، ما تسبّب باشتعال المنطقة وتوقّف التدريبات فيما عملت طواقم كبيرة من الإطفاء بمساعدة طائرات لساعات طويلة على إطفاء الحريق الذي شبّ في مئات الدونمات من الحرج.
وادعى عناصر "سلطة الطبيعة والحدائق" الذين يحق لهم الاعتراض على استخدام النيران الحية في المحمية الطبيعية أن قرار تغيير المكان حصل فقط في الصباح وأن المناورة بدأت بدون تنسيق أو موافقة من قبلهم، وأن الجيش لم ينفذ في السابق تدريبات في محمية حرمون.
حتى الآن النار لم تخمد، ما أدّى الى احتراق أكثر من 1500 دونم، بينما يدور الحديث عن أضرار هائلة حصلت في المنطقة، حيث إن استعادة هذه الأصناف من الشجر تستغرق 40 عامًا بسبب تغيّر المناخ في المنطقة من متجمّد إلى جافّ.
وبرّر المتحدث باسم جيش العدو ما حدث قائلًا إنه "في سياق التحضيرات للمناورة جرى التنسيق مع الجهات المطلوبة واعتماد مناطق التدريب وتمّ الاستعداد تحسبًا لوقوع حرائق ومع اندلاع حريق.. توقفت المناورة وجرى استدعاء قوات الإطفاء إلى المكان".