شفت صحيفة "هآرتس" أن محادثات أجرتها مع مجموعة جهات مطّلعة على موضوع نقل إدارة أزمة كورونا إلى وزارة "الأمن" الصهيونية أظهرت صورة مفادها أنه ليس مؤكدًا أن لدى الوزارة القدرة المطلوبة لذلك.
وأضافت الصحيفة أنه ليس لدى هيئة "الطوارئ القومية" موازنات أو وسائل لإدارة الخطوات، والجيش كذلك، موضحة "أن قيادة الجبهة الداخلية مقيّدة على نحو خاص في هذا المجال"، وفق تعبيرها.
تجدر الإشارة إلى أن سلطة "الطوارئ القومية" أنشئت في العام 2007، في إطار استخلاص عبر من عدوان تموز 2006. وتعيّن على هذه السلطة تولي مسؤولية توجيه الخطوات وإدارة الاقتصاد في حالات الطوارئ، بينما عمليات الإنقاذ تكون مهمة قيادة الجبهة الداخلية.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن العقيد إحتياط، يورام ليف – ران، الذي كان حتى عام 2018 نائب رئيس "سلطة الطوارئ القومية" قوله "تحدثوا كثيراً عن هذا السيناريو، لكن لم ترصد ميزانيات، ولم يؤمنوا حقًا أن هذا قد يحدث".
بدوره، لفت مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية للصحيفة لم تذكر اسمه، إلى إنه "لا يوجد شيء اسمه سلطة "الطوارئ القومية"، بل كانت هناك محاولة لإقامتها وفشلت. والجيش "الإسرائيلي" ووزارة الأمن فعلا أي شيء من أجل تفكيك سلطة "الطوارئ القومية" وسحب الصلاحيات والميزانيات منها"، مضيفًا "هذه جريمة".
وتابع "لم تكن هناك رغبة لدى الجيش "الإسرائيلي" بإقامة هيئة أخرى في جهاز الأمن وينصاع لإمرتها في حالات معينة".
من جهته، قال ليف ران، إنه "لا توجد اليوم قوات "جبهة داخلية" بشكل حقيقي، بل توجد فرق وألوية عسكرية مقاتلة، تُحوّل جنودها إلى قوات قيادة الجبهة الداخلية، ومن دون خبرة مهنية وتوجيه ومفهوم طوارئ".
ودعم أقواله ضابط كبير في قيادة "الجبهة الداخلية" بقوله للصحيفة، إن "خدمة الطوارئ هي مهنة يتعلمونها يوميًا وعلى مدار سنوات"، بينما الوضع في جيش (الاحتلال) هو أنه يتم نقل جنود من الوحدات القتالية إلى قيادة الجبهة الداخلية، ويخضعون لتأهيل لعدة أشهر فقط، "لكن لا شك أن هذا لا يمكنه تأهيلهم لحدث طوارئ كبير كالذي نشهده اليوم، ولا حتى لحرب".
وأضاف الضابط المذكور أنه "في العقد الأخير لم يجر أي تدريب يحاكي وباء. وقد كان هذا مطروحًا دائمًا على الطاولة كسيناريو محتمل ولكن بسلم أولويات متدنٍ لدرجة الإهمال. وواضح أن معظم السيناريوهات حاكت حربًا وعددًا قليلًا من التدريبات تناول هزة أرضية".