كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أن الطائرة الروسية التي أسقطها سلاح الجو الاسرائيلي في آب 2018 هي طائرة اسرائيلية الصنع كانت "تل أبيب" قد باعت موسكو رخصة لتصنيعها.
وفيما يلي نصّ المقال الوارد في "يديعوت أحرونوت":
في عام 2010، باعت "إسرائيل" لروسيا رخصة لتصنيع طائرة بدون طيار من نوع "سارتشر2"، من قدامى منتجات الصناعة الجوية. تحقيق موقع "إنتر سوفت"، الذي أجريَ في الأصل لكي ينشر الوثائق التي نشرها أدوارد سنودن، والذي نُشر بالأمس، يدعي أن "المنظومة الإسرائيلية التي بيعت لروسيا تستخدمها حاليا قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله في سوريا، وإحداها جرى إسقاطها في شهر آب/أوغسطس الماضي على يد سلاح الجو الإسرائيلي.
وبحسب التحقيق، باعت "إسرائيل" في عام 2010 إلى روسيا حقوق تصنيع الطائرة، وهي طائرة غير مأهولة تستخدم لجمع المعلومات، لأن الروس إضطروا إلى تحسين أسطول طائراتهم بدون طيار، بعد أن وجدوا أنفسهم متخلفين عن الغرب في مجال الطائرات غير المأهولة، هذه الفجوة ظهرت في الحرب ضد جورجيا عام 2008، حين أسقط سلاح الجو الروسي عددا من طائرات هرمز 450 التي تنتجها شركة "ألبيت" الإسرائيلية، التي كان يشغّلها الجورجيون.
روسيا غضبت حينها من تزويد السلاح الإسرائيلي إلى جيرانهم الجورجيين، و"إسرائيل" طلبت إقناع روسيا بعدم بيع آنذاك منظومات دفاع جوي متقدمة من نوع أس-300 إلى إيران وسوريا، إذ كان من المتوقع أن تشكل خطرًا على طائرات سلاح الجو. هذا ما تمّ الإتفاق عليه بين الحكومتين الإسرائيلية والروسية بأن يتم تأجيل تزويد المنظومة، وبالمقابل سيحصل الروس على رخصة لتصنيع الطائرة الإسرائيلية، وسيحصلون أيضًا على طائرات تم تصنيعها لهم في "إسرائيل"، في صفقتين الأولى عام 2010 والثانية عام 2015. الطائرة الإسرائيلية تُسمى بالروسية "فوربوست"، والكرملين دفع ثمنها حوالي 400 مليون دولار.
في شهر آب/أغسطس الماضي، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي طائرة بدون طياربصاروخ باتريوت، بعد أن "دخلت" في شهر تموز/يوليو عام 2016 طائرة بدون طيار "إسرائيل" قادمة من سوريا، ولم ينجح سلاح الجو بإسقاطها. في كلا الحالتين، كانت هذه، بحسب التحقيق، طائرات "فوربوست"، التي يشغلها الروس في سوريا، لأهداف جمع معلومات لصالح الجيش السوري وقوات حزب الله وإيران. وبذلك تحوّلت الطائرة بدون طيار التي تمّ تخطيطها وتصنيعها في "إسرائيل" إلى منظومة إستخبارات بخدمة القوات الأكثر عدائية لـ"إسرائيل".
مع ذلك، بحسب الموقع الروسي، هذه الطائرة يشغلها الروس ولم تُنقل ليتم تشغيلها بشكل مباشر من سوريا أو حزب الله، حتى ولو كانوا يحصلون على المعلومات التي تجمعها، ويتعلمون عن أهمية الطائرات غير المأهولة و يراكمون تجربة في إستخدام المعلومات الإستخبارية التي قاموا بجمعها.
في السنوات الأخيرة عرض حزب الله عدة مرات إستخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع في لبنان. التعاون مع سوريا وروسيا بمنتجات لطائرات بدون طيار إسرائيلية في الأصل، يساعد المنظمة على مراكمة تجربة إضافية في هذا المجال.