نشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية مقالة للكاتب نحاميا شترسلر، كتب فيها انه بعد المواجهة الأخيرة مع قطاع غزة اجتاحت موجة كبيرة من الغضب مستوطني جنوب فلسطين المحتلة، فهم ببساطة لا يصدقون أنهم مع جيش كبير كالجيش الصهيوني لا يحصلون على الأمن أو الهدوء أو الراحة مقابل قطاع غزة.
واعتبر الكاتب أنه "لا يمكن أن يكون هذا هو بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، الذي وعد في 2009 بالقول "نحن لن نوقف الجيش الاسرائيلي، نحن سنقوض سلطة حماس"، مضيفًا "هذا لا يمكن أن يكون نتنياهو، الذي أعلن في كل جولة قتال من الجولات السابقة بصوت مرتفع أن "اسرائيل" ستصفّي "الارهاب" وستضرب حماس الى أن تتوسل من اجل وقف القتال.
ولكن من توسل الآن للقليل من الهدوء؟ هو نتنياهو نفسه".
واضاف الكاتب انه "من كثرة كلام نتنياهو عن الفخر القومي قام بتحويل "اسرائيل" الى غيتو محاط بالاسوار. في حدود لبنان قام ببناء جدار مرتفع ضد حزب الله، وفي الضفة تم بناء سور فصل، وعلى حدود مصر قام ببناء جدار مكثف على طول 241 كم، وامام غزة هو يبني الآن جدارا هستيريا من الاسمنت – 6 امتار فوق الارض وعشرات الامتار تحتها – من اجل قطع الانفاق – بتكلفة تبلغ 3 مليارات شيكل (حوالي 900 مليون دولار)، هذا في ظل عدم وجود مفاوضات وعدم وجود ردع: يتحصنون".
وكتب ناحميا ان ""اسرائيل" ذات يوم استثمرت في سلاح جو هجومي، الآن تستثمر في صواريخ دفاعية: القبة الحديدية العصا السحرية وصاروخ حيتس".
واشار الكاتب الى انه ذات يوم نظرية "اسرائيل" الامنية كانت الردع والهجوم، الآن هي التراجع والدفاع. من كثرة التهديدات الفارغة، الردع تآكل، ولا يتحدث احد عن الهجوم، وهذا خطير جدا.
وخلص الكاتب الى انه عشية يوم الذكرى وعيد "الاستقلال" نحن نعد قتلانا، الذين اضيف اليهم اربعة مواطنين في الجولة الاخيرة، و56 جندياً هذه السنة الى قائمة قتلى الجيش الاسرائيلي. وهذا ثمن الجمود السياسي، هذا ثمن ادارة النزاع، هذا ثمن الجبن وعدم عمل بنيامين نتنياهو.