صحيفة "معاريف" - يوسي ميلمان
الحلف بين "اسرائيل" والدول العربية يرتقي درجة: من اتصالات سرية في الغرف المُغلقة الى ما هو أكثر علنية وانكشافًا، وإن كان لا يزال يُدار برعاية منتديات دولية أو في هوامشها.
هذا الأسبوع، اجتمع رئيس الأركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت بنظيره السعودي فهد بن حامد الرويل في واشنطن. عُقد اللقاء على هامش مؤتمر لعشرات رؤساء الأركان من أرجاء العالم. وقد رفض الناطق العسكري الاسرائيلي التعقيب على الخبر.
في الشهر الماضي، شارك وخطب رئيس الموساد يوسي كوهن في مؤتمر دولي في نيويورك بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ودبلوماسيين كبار من الامارات والبحرين و"اليمن". ولا يُستبعد أن يكون كوهن قد استغلّ زيارته لعقد لقاءات سرية مع مندوبين عرب.
بين هذا وذاك يتبيّن أن "اسرائيل" تواصل المشاركة في قوة خاصة تعمل في الاردن، يتقاسم اعضاؤها المعلومات الاستخبارية ويتشاركون في المجال العسكري – كما أفادت مؤخرا المجلة الفرنسية "انتليجنس اون لاين".
وبحسب الخبر، تضمّ هذه القوة قوات خاصة واستخبارات من 21 دولة، بينها الاردن، الولايات المتحدة، المانيا، بريطانيا، فرنسا،ايطاليا، السعودية، الامارات، مصر وغيرها. ويجري التعاون الدولي تحت اسم "Gallant phoenix operation" أو "عملية العنقاء الباسلة".
زيارة آيزنكوت الى الولايات المتحدة ولقاء رؤساء الاركان في واشنطن يتمّ كل سنة بمبادرة رئيس الاركان الامريكي جوزيف دانفورد، فيما تُعتبر مشاركة آيزنكوت في المؤتمر رحلة وداع قبيل إنهائه مهامّه في نهاية السنة. وعلى أيّة حال، فإن آيزنكوت يأمل الى حين موعد اعتزاله ألّا يضطرّ الى أن يأمر الجيش بشنّ حرب في غزة.
وقد شارك في المؤتمر في واشنطن قادة جيوش من دول عربية بينها السعودية، الكويت، قطر، مصر، الاردن، السودان وموريتانيا، وإندونيسيا.
يمكن التقدير بأن آيزنكوت التقى اضافة الى رئيس الاركان السعودي نظراء عرب آخرين، وبالتأكيد من مصر والأردن، لكن رئيس الأركان لا يحتاج الى منتديات دولية برعاية الجيش الأمريكي أو الناتو كي يلتقي مع نظرائه من الدول العربية. من غير المستبعد انه في الـ46 شهرًا من ولايته التقى مع قسم منهم، إن لم يكن معهم كلهم. وهذه اللقاءات هي تعبير آخر عن التعاون، الذي يتمّ بين "اسرائيل" والدول العربية.
لا حاجة للانفعال، فلقاءات كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية مع "نظرائهم" العرب هي ذات هدف ومصلحة: الصراع ضد ايران، باستثناء الاردن ومصر اللتين تجمعهما "اتفاقيات سلام" مع "اسرائيل"، طالما لم يطرأ تقدم على المستوى الفلسطيني، فاللقاءات هذه وغيرها ستبقى محدودة ولن "ترتفع الى السطح" بشكل علني.
من السابق لأوانه أن يخطط "الإسرائيليون" للسفر الى الرياض، البحرين، ابو ظبي أو دبي، إلّا اذا كنتم تجار سلاح او خبراء في السايبر و"أمن الوطن".