وجّه مندوب شكاوى الجنود الصهاينة اللواء احتياط يتسحاق بريك انتقادًا شديدًا وغير مسبوق لسياسات القوة البشرية في جيش الاحتلال، وذلك في مذكرة بعثها هذا الأسبوع إلى أرفع الضباط في المؤسسة العسكرية وأعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. وبحسب صحيفة "هآرتس"، وثّق بريك سلسلة طويلة من المحادثات مع عشرات الضباط في مختلف شعب وأذرع ووحدات الجيش. الضباط الصهاينة وصفوا جيشهم بأنه منظمة متوسطة تعاني من الاستنزاف بسبب ضغط كبير في المهمات، وعدم إصغاء القيادة إلى المشاكل ووجود أزمة حافزية شديدة بين الضباط الشباب، الذين على ضوء الوضع في الوحدات أصبحوا غير معنيين بالالتزام بخدمة إضافية دائمة. وحذّر بريك من أن أزمة القوة البشرية تمسّ بجهوزية جيش الاحتلال للحرب، واستشهد بتحذير ضباط ميدانيين من أن قيادة الجيش تسوِّق تصوّرًا كاذبًا لجهوزية أعلى مما هو موجود في الواقع. وفي المذكرة، يقتبس بريك كلامًا لقائد لواء نظامي يقول فيه "لقد تولّد وضع في الجيش "الإسرائيلي" لا يتجرأ فيه أحد على توجيه إنتقادات في المؤتمرات ولا يتحدثون عن المشاكل. قادة الألوية يعرضون أمامنا بأن الوضع ممتاز، لكن هم ينشغلون بالصورة وليس بالمضمون.. لقد تحوّل ضباط الميدان إلى مجموعة خائفين. أخجل من نفسي لأننا أنا أيضًا توقفت عن التحدث عن المشاكل في المؤتمرات.. للأسف هذا سيتسبب لي بالضرر". وفي السياق نفسه، يروي نائب قائد كتيبة على الحدود الشمالية أن "قادة الكتائب غير موجودين تقريبًا في المنطقة هناك، لأنهم مشغولون كل يوم بنقاشات وندوات، ويضيف "قائد الكتيبة يمضي 4% من وقته فقط في الكتيبة ولذلك لديه مشكلة في التأثير على ما يحصل. الجيش مشغول بالصورة أكثر من المضمون. جيشنا هو جيش متوسط ويستمر بالتدهور". وفي تعليق على هذه المذكرة، قال عضو الكنيست عوفر شلح، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن ورئيس كتلة "يش عتيد" أن "تقرير مندوب شكاوى الجنود هو وثيقة مهمة وتثير القلق".