فلسطين المحتلة-العهد
جملة من التعليقات والمواقف غصّت بها وسائل الإعلام الصهيونية؛ بُعيد الإعلان عن تثبيت التهدئة بوساطة دولية قادتها القاهرة، وركزّت على مهاجمة رئيس حكومة العدو "بنيامين نتنياهو" ، ووزير حربه "أفيغدور ليبرمان"، وتحمليهما المسؤولية عن سقوط "قوة الردع".
وعلى خط موازٍ، حاول أقطاب الائتلاف الحاكم في "تل أبيب" المفاخرة بسلسلة الغارات التي استهدفت "شباب العودة" شمال ووسط قطاع غزة؛ بداعي ملاحقة مطلقي البالونات المشتعلة.
وفيما سعى هؤلاء للتعمية على عجزهم، توالت التقارير عن اندلاع (17) حريقاً في مستعمرات "غلاف غزة" بفعل تلك البالونات !
وبدورها أكدت القوى والفصائل الفلسطينية أن "التهدئة" المعاد تثبيتها لا تشمل أبداً وقف الوسائل النضالية التي ابتدعها الشباب المنتفض عند الحدود الشرقية للقطاع.
وبدوره شدد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب على أن المقاومة لن تتخلى عن حقها في الدفاع عن شعبها، وأرضه، و مقدساته.
وخلال حديث لموقع "العهد" الإخباري، أكد "شهاب" أنه لا يمكن التهاون مع أي غدر صهيوني أو عدوان غاشم.
ونبّه إلى أنه لا توجد اتفاقات جديدة للتهدئة، وإنما إعادة تثبيت التفاهمات التي رعتها مصر بعيد عدوان العام ألفين وأربعة عشر.
وأضاف "شهاب" "نحن تعاطينا بإيجابية مع الاتصالات التي أشرفت عليها مصر من منطلق أننا لسنا معنيين بالتصعيد، وقد أبلغنا القاهرة بأن "إسرائيل" هي من بدأت العدوان، وعليها أن تتحمل مسؤوليته، ومسؤولية تبعاته كذلك".
كما أكد أن المقاومة ملتزمة بالتفاهمات القديمة بنفس القدر الذي يلتزم فيه المحتل، وأنها لن تسمح مطلقاً بفرض معادلات صهيونية؛ مهما كان الثمن.
وأظهرت الجولة الأخيرة من المواجهة تعمق الخلافات بين أعضاء الحكومة "الإسرائيلية" المصغرة ، وفي السياق أشارت تسريبات إلى أن زعيم حزب "البيت اليهودي" المتطرف ووزير التعليم "نفتالي بينت"، تصدر المعارضين لقرار وقف إطلاق النار، واصفاً إياه بـالاستسلام.
وزاد "بينت" قائلاً :"إن من يتجاوز انتهاك سيادتنا، يكون عملياً قد فرض علينا حرب استنزاف". وبحسب التسريبات؛ فإن الوزير اليميني أيّد طرح وزير ما يسمى "الأمن الداخلي" "جلعاد أردان" القاضي بتصعيد استهداف مطلقي الطائرات و البالونات الحارقة.
ووجه "بينت" خلال الجلسة الطارئة لـ "الكابينيت" انتقاداً شديد اللهجة لرئيس أركان الاحتلال "غادي آيزنكوت" على خلفية موقفه إزاء هذه المسألة بالتحديد.
وامتدت معارضة "التهدئة" بشكلها القائم إلى خارج إطار الحكومة الصهيونية المصغرة، وفي السياق علّق عضو "لجنة الخارجية والأمن" التابعة للكنيست "موتي يوغيف" قائلاً : "إنه من المحظور وقف إطلاق النار، لأن الفلسطينيين سيعتقدون أنهم هم أصحاب القرار في رسم المعادلة الأمنية داخل غزة و في محيطها".
ويرى مراقبون أن الأمور تتجه لمزيد من الخلافات، والتباينات الداخلية "الإسرائيلية" في ضوء تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولة أطراف أخرى استغلال الفرصة للتصويب على فشل "نتنياهو".