موقع ألمونيتر- أوري سفير
يبدو ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتمتع بشعبية كبيرة في الكيان الصهيوني، إذ يعتبر الزعيم الثاني بعد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. مواقفه المتطرفة المعادية لإيران والمعارضة لمساعي "حل الدولتين" بالإضافة إلى قراره نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، فضلا عن الضوء الأخضر الذي أعطاه لتوسيع الإستيطان والدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وفي سوريا، كل ذلك جعل منه الزعيم الأكثر ولاءً لكيان العدو، خصوصا بالنسبة لليمينيين.
أما بالنسبة لليسار الصهيوني، فيختلف الكثيرون على تقييمهم لترامب، حيث يعتقدون بأن محور ترامب - نتنياهو يعرض كيان العدو للخطر سياسيًا واستراتيجيًا.
رئيسا حزب "يش عتيد" يائير لبيد و"العمل" آفي غباي، امتدحا خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فالخلفية الشعبية التي يمتلكها ترامب في كيان العدو تمنعهما عن انتقاده. المسؤولون في معسكريهما يعتبرون ان التحالف بين ترامب ونتنياهو قد يكون له تداعيات إقليمية خطرة في أربعة آفق أساسية، الأول هو حل الدولتين، إذ اوضح مسؤول سابق في المؤسسة الأمنية وواحد من أصوات المعارضة المهيمنين، ان القدس هي القضية الأكثر إلحاحًا بالنسبة للفلسطينيين والعرب والمسلمين أجمعين، لذلك فإن نقل السفارة أثار مجددًا مشاعر قوية ضد محور ترامب – نتنياهو.
المسؤول السابق اشار إلى ان خطة السلام المستقبلية الأمريكية ستكون من طرف واحد (وتراعي مصالح كيان العدو)، معتبرًا أن خطة كهذه ستُرفض قطعيًا سواء من قبل الفلسطينيين أو من قبل غالبية العالم العربي. وبحسب قوله، فإن حركة الاستيطان وزعيم "البيت اليهودي" نفتالي بينت يعيشون نوعًا من تحقق حلمهم؛ لذلك فهم يمارسون الضغط على نتنياهو لكي يضم إلى الأراضي المحتلة أجزاء من مناطق في الضفة الغربية (التي يسيطر عليها الكيان حاليًا).
الأفق الثاني الذي يهدد مصالح الكيان الصهيوني هو سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، يقول أوري سفير "لقد أشار زميلي بن كاسبيت في الـ 23 أيار/مايو الماضي إلى أن المؤسسة الأمنية غير متفقة على الخطوة الأمريكية التي تقول "كل شيء أو لا شيء". كما ان مسؤول رفيع آخر يشاركه هذا الرأي، إذ قال إن القبول بالصفقة بمواصفاتها الحالية أفضل من السعي لإلغائها، إذ تستطيع أن تبعد إيران عن تطوير السلاح النووي، ومع ذلك يجب تحسين الصفقة، لاسيما فيما يتعلق بقضية الصواريخ البالستية الإيرانية. ولا يرى المسؤول أن الولايات المتحدة تنوي استخدام القوة العسكرية ضد إيران، لافتا إلى ان انسحاب ترامب من الإتفاق النووي قد يعزل كيان العدو على المدى البعيد في المواجهة المستمرة مع طهران.
أفق آخر خطير لمحور ترامب نتنياهو، هو علاقات الكيان الصهيوني بيهود الولايات المتحدة، فقد انتقد المسؤول الرفيع السابق نتنياهو بشدة، لكونه أنه يثير غضب الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، وكذلك الكثيرين من مؤيديه من اليهود، حيث صوتّ معظم اليهود الأميركيين لكلينتون في الانتخابات الأخيرة. وأشار إلى أنه في العام 2018 قد تتغير تركيبة مجلس النواب،
وأنه في العام 2021 قد يجلس رئيسا ديمقراطيًا في البيت الأبيض، مشيرا إلى ان سياسة نتنياهو قصيرة النظر وخطيرة للغاية.
الأفق الأخير الذي لا يقل أهمية عمّا سبق، هو علاقات كيان العدو بالاتحاد الأوروبي، وفق أوري سفير. فعلى الرغم من ان الإتحاد يقدم للكيان الدعم الأهم، إلا أنه هناك تداعيات سلبية في علاقات الكيان مع شريكها التجاري الرئيسي (الاتحاد الأوروبي)، والذي يشهد اليوم انحطاطًا غير مسبوق من بين الكثير من الأسباب على خلفية سياسة الإستيطان في المستوطنات الإسرائيلية.
مصدر رفيع في خارجية العدو، وهو مقرب من نتنياهو، قال إن التحالف بين ترامب ونتنياهو يثير غضب اليسار الصهيوني، فقد تأثر نتنياهو بالدعم القوي وغير المتحفظ من قبل الحليف الأكثر أهمية لـ "تل أبيب" اليوم، كما يرى نتنياهو في ذلك دليلًا على صوابية طريقه ورؤاه وسياساته منذ سنوات طويلة، والضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة بمواصلة سياسته المناهضة لإيران، وكذلك لمعارضته حل الدولتين، ومواصلة توسيع الإستيطان.