يوسي ميلمان - صحيفة "معاريف"
مرّ الأسبوع الماضي بهدوء. لم تسجّل حوادث منذ السبت الماضي حين أسقط صاروخ أرض جو سوري طائرة "أف 16". في تلك الحادثة، الأخطر منذ بدء الحرب في سوريا، أطلقت سوريا 25 صاروخًا نحو طائرات سلاح الجو.
في سلاح الجو، يواصل المعنيون التخفيف من ملابسات الحدث، وهناك خلاف فيما إذا كان الجيش السوري قد نفّذ كمينًا مخططًا ضدّ الطائرات أم أن بطاريات المضادات الحيوية كانت في حالة تأهّب عليا.
مهما يكن، يمكن لنار الصواريخ المكثفة ربّما أن تشهد على تغيير في الاستراتيجية السورية. في الفترة الأولى من عمل سلاح الجو في سماء سوريا، والذي بدأ وفقًا لأحد المصادر في 2012، وحسب مصدر آخر في وقت لاحق – لم تحاول المنظومات السورية الخاصة بمضادات الطائرات تحدي الطائرات الإسرائيلية. فقد كان اهتمام نظام الرئيس السوري بشار الأسد مصبوبًا على الحرب ضد المسلحين. وفي مرحلة لاحقة، قبل نحو ثلاث سنوات تحديدًا، بدأت منظومات الدفاع الجوي السوري تطلق بضعة صواريخ نحو كل طائرة تتسلّل الى أراضيها وتخترق سيادتها.
من خلال مصدرين تحدّثا هذا الأسبوع، يمكن ملاحظة تلميح لجهة تغيير النظام السوري استراتيجيته تجاه غارات سلاح الجو الإسرائيلي. أولًا، نائب وزير الخارجية السوري ايمن سوسان قال في مؤتمر صحفي في دمشق: بانتظار "اسرائيل" مفاجآت اذا ما حاولت مهاجمتنا مرة أخرى"، فيما قال الصحافي البلجيكي ايليجا منيا، الذي يغطي أخبار حزب الله منذ تأسيسه، إن "القيادة السورية وحلفاءها قرروا ان يفرضوا على "اسرائيل" نظامًا جديدًا لفتح النار"، وأضاف "ليس المقصود إصابة هدف معيّن، بل منع الإسرائيليين من إدارة نمط حياة اعتيادي وإجبارهم على الجلوس في الملاجئ".
إذا كان الأسد بالفعل قرّر تغيير نظريته الحربية تجاه "اسرائيل" فإنه يخاطر جدًا. بعد أن نجح الأسد في تثبيت استقرار نظامه واستعادة سيطرته في المدن الكبرى وفي محاور السير المركزية، فإن آخر ما يريده هو فتح جبهة جديدة مع "اسرائيل"، ولأن "اسرائيل" غير معنية بالتصعيد، مشكوك جدًا أن يكون مثل هذا التدهور ممكن التحقق. لكن الأطراف المُشاركة تفحص حدود طاقة الطرف الآخر ومدى قدرته على الامتصاص. وقد اتخذت حتى اليوم سياسة متوازنة ومحدودة الردود بهدف احتواء كل حادثة كبيرة كانت أم صغيرة، ومنعها من التطور الى حرب شاملة. يبدو أن اسم اللعبة الآن هو من يتراجع أوّلًا: الأسد أم نتنياهو، أما الاختبار فسيكون في إغارة سلاح الجو التالية.