علّق موقع "والاه" على تصدّي الدفاعات الجوية السورية للعدوان الصهيوني على إحدى القواعد العسكرية للجيش السوري، فقال "لا يمكن تصوّر ماذا كان سيحصل لو أن طياري طائرة أف 16 قد هبطوا داخل الأراضي السورية"، وأضاف "يبقى الآن إجراء تحقيق ما اذا كانت الطائرة قد أُصيبت، أم أن الطائرة تُركت في أعقاب إطباق الرادار السوري عليها.. اذا كان الأمر بالفعل يتعلّق بإصابة مباشرة، فإنه حدثٌ لم يقع مثله منذ عشرات السنين"، وتابع "الأمر يتعلّق بصدع أصاب تفوّق الجيش، وهذه مسألة تتطلّب تحقيقًا معمّقًا يساعد على فهم ما تسبّب بذلك، لأنه يوجد لهذه الطائرات منظومات متطورة جدًا. من السابق لأوانه تحديد واستنتاج العِبر".
ورأى الموقع أن "ما جرى حدث تاريخي كبير جدًا"، وأردف "العقيدة الإيرانية تتضمّن إقامة قوة عسكرية كبيرة بشكل خاص داخل الأراضي السورية لها وزن ضدّ دول المنطقة، ومن بينهم الأردن والسعودية والإمارات، وأيضًا ضدّ "اسرائيل". هذه العقيدة التي يتمّ الحديث عنها ارتقت درجة، مع تمركز الحرس الثوري الايراني في سوريا".
وأشار "والاه" الى أن "هناك أحدًا ما في مطار "تي 4" الذي يبعد 60 كيلومتر عن تدمر، يرسم ما يحدث في سوريا خلال السنوات الاخيرة، وهو قاعدة عسكرية يشغلها اليوم الجيش السوري مع منظومة دفاع جوي قوية ومؤثرة، الى جانب الجيش الروسي وقوات حزب الله، بهدف الدفاع عن المصالح في منطقة المحور الإيراني، ومن اليوم يمكن أن نفهم أن إيران تشغّل منها طائرات غير مأهولة".
"والاه" لفت الى أن "حضور رئيس الأركان غادي آيزنكوت صباح اليوم في "البور" في قاعدة كريا بـ"تل أبيب" يدلّ على خطورة الحادثة وأهميتها"، مضيفًا أن ""إسرائيل" يجب أن تزيل عنها كل تهديد يمسّ بحرية عمل سلاح الجو، وهذا ما يدلّ على أنه سيكون هناك تداعيات للحادثة".
وذكر "والاه" أن "رئيس الأركان استغلّ خرق "السيادة" وصادق على 12 هجومًا على أهداف سورية وإيرانية، وبذلك جبى ثمنًا كبيرًا في هجوم غير مسبوق"، وتابع "السؤال الكبير هو هل ستواجه "إسرائيل" وحدها إيران حليفة روسيا أو أن الولايات المتحدة ستنضمّ إلى المعركة؟".
بدورها، نقلت الإذاعة الصهيونية عن وزير في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قوله إن "هناك مصلحة لـ"اسرائيل" بتهدئة الوضع، لكن مواصلة ذلك مرتبط بأعمال الطرف الآخر".
كذلك ذكرت مراسلة الشؤون السياسية في قناة "كان" غيلي كوهين أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طلب من وزراء الكابينت عدم التطرق الى الوضع في الشمال في محاولة لتخفيض سقف "اللهيب" ممّا يحصل".
من جهته، قال محلّل الشؤون العسكرية في القناة الثانية روني دانييل إن "حادثة تسلل الطائرة الإيرانية بدون طيار هي حادثة استثنائية من ناحيتين، من ناحية إطلاقها من قبل الإيرانيين أو من ناحية الردّ اللاذع للجيش".
وتساءل دانييل "هل هذه الحادثة تشير إلى بداية تصعيد إضافي في الشمال وماذا حاول الإيرانيون تحقيق من هذا الهجوم؟" وأضاف أن "كل الأمور التي تحصل هي بالتأكيد تدل على أننا على أبواب فترة أكثر توترًا حيث سيتخلّلها إشتباكات من هذا النوع.. هذه حادثة خطيرة وهي ترسم ربما خطًا من التسخين، أمام الجهات الإيرانية التي ثبّتت مكانها في سوريا".
موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكر أن ""إسرائيل" طلبت تدخلًا عاجلًا لروسيا لمنع التصعيد في الشمال، كما نقلت رسائل مُشابهة للولايات المتحدة، التي تعمل في هذه الأيام لمنع حصول أيّ تصعيد بين لبنان و"تل أبيب"على خلفية إقامة الجدار الإسمنتي في رأس الناقورة، والخلافات على الحدود الاقتصادية للبلوك 9 مقابل سواحل لبنان".
من ناحيته، تساءل محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل "إذا ما انتهى اليوم الحربي الحالي؟، وما اذا أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشيكًا مفتوحًا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمواجهة مع إيران في الشمال؟"، وقال "حاليًا نحن في بداية يوم حرب في هضبة الجولان، لكن الطرفين موجودان على حافة منحدر زلق على وجه خاص".
وفي تحليل إضافي لـ"هآرتس"، اعتبرت الأخيرة أن "الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من مرحلة التهديد الى مرحلة التنفيذ"، مشيرة الى أن "السلطات السورية حذرت غير مرة في الآونة الأخيرة من الرد على أيّ اعتداء من قبل "إسرائيل"".
ورأت أن "استهداف المقاتلة الإسرائيلية اليوم يمثل تعبيرًا عن الثقة الذي تشعر به سلطات دمشق بعد بسط قواتها سيطرتها على نحو 80% من أراضي البلاد".