موقع والاه – أمير بوخبوط
توقعت المؤسسة الأمنية الصهيونية ان تنظيم "داعش" الإرهابي سيهزم في سوريا بين عامي 2018 و 2019، إذ لم يعد يسيطر على الميدان وسيعمد إلى نقل نشاطاته إلى منطقة اخرى، فيما ستبقى "جيوب مُعارضة" للنظام السوري معرضة للتراجع والاختفاء مع الوقت.
هذا الوضع قد يخلق واقعا امنيا جديدا في سوريا، بحيث ستوقف إيران قتالها ضد المسلحين ومعارضي النظام السوري وستثبت من تمركزها وستنشئ قواعد لها في سوريا، كما ان أعضاء "المليشيات" التابعة لها لن يغادروا سوريا بهذه السرعة.
حزب الله قد يقلص من عديد قواته في سوريا، لكنه سيعمل على تحسين المواقع المواجهة لإسرائيل، تحديدا على الحدود الإسرائيلية ومنطقة جبل الشيخ. وعلى الرغم من المتغيرات، هناك عدد غير قليل من المؤشرات في المنطقة تشير إلى تغير سريع ومحاولات من قبل ايران وحزب الله لخلق تهديد جديد وواسع على "إسرائيل"، وسيكون هدف هذه العملية إنشاء بنية تحتية للمنظمة في الجولان لدعم الاسد بالإضافة إلى دفع مصالح المنظمة في المنطقة، من بينها ضرب المجموعات المسلحة التي اقتربت من ممرات الدخول من سوريا إلى لبنان وايجاد تهديد جديد مقابل "اسرائيل" على الارض.
مؤشر اخر على التغير، هو محاولات النظام السوري التوصل إلى تفاهمات مع قرى وبلدات حول إعادة سيطرة الجيش السوري، القرارات الميدانية سيكون لها اعتبار هام بالنسبة لـ"اسرائيل" بشكل خاص، ففي العام الاخير قام "الجيش الاسرائيلي" بتفعيل المساعدة الإنسانية الواسعة للمدنيين السوريين اقتصاديا وطبيا.
وفي اللحظة التي سينقشع فيها الغبار عن النشاطات السرية الايرانية ضمن إطارات واضحة وجلية للعين، ستضطر "اسرائيل" الى اتخاذ قرار ينحصر باحتمالين "تجاهل الامر" ام "الهجوم وإلى اي حد".
التمركز الايراني في المنطقة، تحديدا في سوريا، لا يقلق فقط "اسرائيل" بل يؤثر على كل دول الشرق الاوسط، وبشكل اساس: السعودية التي تركز بشكل خاص على إفشال المشروع النووي الايراني، وتعمل بشكل فعال ضد ايران لانها تشكل عاملا مستفزا للممكلة في اليمن وفي العراق.
وهكذا تحول المحور العربي المعتدل الذي يضم السعودية ومصر والاردن ودول الخليج الى سد بوجه محور سوريا كـ ايران وحزب الله. إلا ان هذا المحور يحقق تقدما هاما في الوقت الحالي.