شاؤول شاي - صحيفة "اسرائيل هيوم"
في سياق الحرب الدائرة عند الحدود السورية اللبنانية من أجل تصفية وجود المنظمات المسلّحة ولاسيّما "جبهة النصرة" و"داعش"، يتبلور تعاون عملياتي بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله، ما ينعكس مباشرة على "اسرائيل".
في تموز الماضي تم تنفيذ هجوم مشترك لمقاتلي حزب الله والجيش السوري ضدّ تنظيم "جبهة النصرة" في جرود القلمون على الحدود السورية اللبنانية. الهدف الرئيس من العملية هو تطهير بلدة عرسال من تلك العناصر، بمن فيهم التابعون لـ"داعش". الجيش اللبناني قام بنشر قواته قرب الحدود الدولية بهدف منع نشطاء التنظيمات المسلّحة من الهرب الى الأراضي اللبنانية، على الرغم من أن نشر القوات لم يكن جزءًا من العملية، إلّا أن الحديث كان يدور عن تنسيق مسبق بين حزب الله والجيشين السوري واللبناني.
في 19 آب الحالي، أعلن الجيش اللبناني وحزب الله عن عملية عسكرية ضد "داعش" على الحدود مع سوريا. وفيما أُعلن عن أن حزب الله يتعاون مع الجيش السوري في جرود القلمون، أُعلن أن العملية لم تتمّ بالتنسيق مع الجيش اللبناني، الذي أشار بدوره الى أن قواته نجحت خلال يوم واحد في استعادة ثلثي المنطقة التي تم احتلالها في السابق من قبل "داعش". كذلك أعلن حزب الله عن نجاحات وعن أن سلاح الجو السوري يساعد قواته في القتال.
إزاء ضعف "داعش" وانعدام قدرته على تعزيز قواته في جرود القلمون، يبدو أن الهجوم المشترك من جانبي الحدود سينتهي بهزيمة أخرى للتنظيم.
التعاون العملياتي الحالي بين الجيش اللبناني وحزب الله والجيش السوري من شأنه أن يشير الى تغيّر في السياسة اللبنانية، حتى وإن تمّ ذلك بدون إعلان. يبدو أن صمود نظام الأسد ونجاحه العسكري في وجه المسلّحين أدّت الى إعادة تقييم من قبل متخذي القرارات في بيروت. الأمر يتعلق بمعركة شرعية ضدّ "داعش"، وبالأساس بسبب الحاجة الى تحرير أراضٍ لبنانية من سيطرة التنظيم، لكن كما أسلفنا، سيكون للعملية العسكرية الحالية تداعيات بعيدة المدى بالنسبة لـ"اسرائيل".
سيطرة الجيش السوري وحزب الله على الحدود السورية اللبنانية يستكمل عامل آخر في العملية الإستراتيجية الإيرانية لإيجاد تواصل جغرافي بين طهران وبيروت، وبالتالي فإن إعادة الإنتشار هذه تشكل تهديدًا استراتيجيًا لـ"اسرائيل".
إن نجاح المعركة الحالية سيؤدي الى سيطرة حزب الله والجيش السوري على الحدود السورية اللبنانية. "اسرائيل" تدير معركة طويلة ومعقّدة من أجل منع نقل الوسائل القتالية المتقدمة من سوريا الى حزب الله في لبنان، وهذا الواقع الجديد يصعّب عليها هذه المهمة. هذا التعاون يمكن أن يكون موجّهًا في المستقبل أيضًا ضدّ "اسرائيل".. إن توثيق الروابط بين الجيش اللبناني وحزب الله يوجب على "اسرائيل" إعادة تقييم لهذه المسألة، والمطالبة بوقف تزويد الجيش اللبناني بالسلاح. على "اسرائيل" متابعة التطورات السريعة في الجبهة الشمالية خوفًا من تضرّر مصالحها الأمنية الحيوية.