كتب المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، بأن التطور الاستراتيجي الاكثر أهمية في "الشرق الاوسط"، خلال الفترة الحالية، لا يرتبط بقرار ترامب المتوقع مسبقاً، عدم نقل السفارة الامريكية من "تل ابيب" الى القدس (المحتلة). فالجهات الاستخبارية في "اسرائيل" والمنطقة، تتعقب حالياً ما يحدث على طول الحدود السورية والعراقية.
ويضيف هرئيل انه "في هذين البلدين تتحرك نحو الحدود ما أسماها "ميليشيات شيعية" تدعمها ايران. واذا نجحت بالتواصل معاً عبر طرفي الحدود وانشاء منطقة سيطرة نشطة، فسيتم تحقيق طموح ايران، اقامة نوع من الممر البري الذي يسمح لإيران بتحريك قوات ومعدات حربية وقوافل تموين بشكل حر من طهران، مروراً بالعراق الى "نظام الاسد" في سورية، بل ومن هناك غرباً الى حزب الله في لبنان"، على حد قوله.
ويتابع هرئيل القول "هذا التواصل البري سيأتي استمراراً للإنجاز الذي سجله المحور الذي تقوده ايران في المنطقة، بفضل التدخل الروسي لصالح الاسد في الحرب "الاهلية" السورية"، على حد تعبيره.
ويشير عاموس هرئيل ان "ابعاد "داعش" عن الحدود سيسمح لـ "الميليشيات" المرتبطة بطهران بالسيطرة على مناطق استراتيجية في المنطقة الصحراوية الى الغرب من الموصل، على مقربة من الحدود السورية".
ويكتب هرئيل نقلاً عن حجاي تسورئيل، المدير العام لوزارة شؤون الاستخبارات، قوله في حديث لصحيفة "هآرتس"، ان "الحدود السورية – العراقية، هي حالياً المكان الاكثر أهمية في المنطقة". وأضاف تسورئيل الذي شغل في السابق منصب رئيس قسم الابحاث في "الموساد"، أن "خلق التواصل البري بتأثير ايراني سيغير الميزان الاستراتيجي في "الشرق الاوسط". وحسب اقواله فان "ايران، بمساعدة "الميليشيات" الشيعية والتعاون مع قوات أخرى، تواصل القيام بخطوات هدفها توثيق سيطرتها على سورية"، على حد زعمه.
واعتبر أن "وقوف "نظام" الاسد، بفضل الدعم العسكري الروسي، والى جانب ذلك "السيرك" الاعلامي اليومي الذي يخلقه من حوله الرئيس (الاميركي دونالد) ترامب، قلّص الى حد ما التغطية الاعلامية لما يحدث في سورية"، وفق تعبيره، واستدرك قائلاً "لكن سورية بقيت حلبة المواجهة الرئيسية، الملعب الرئيسي الذي يجري عليه صراع القوى بين القوى العظمى وعليه يجري توقيع تحالفات مؤقتة او طويلة المدى".
ويختم هرئيل بالقول ان "اسرائيل" تكرس غالبية الاهتمام لمنطقة جنوب سورية، لكنه يبدو أنه الى الشرق من هناك، على حدود سورية والعراق، في منطقة قد تؤثر على الاردن، يتشكّل واقعاً ستكون له آثار أوسع ويمكن ان يؤثر على المنطقة كلها خلال السنوات القريبة. في هذه الأثناء، على الأقل، تملي ايران الواقع الجديد، بينما تنظر الاطراف الاخرى من بعيد وتحاول صياغة استنتاجاتها".