يثبت الكيان الصهيوني يوماً بعد يوم أن خسارته بحرب لبنان الثانية أو عدوان 2006 على لبنان كانت على أكثر من صعيد، ولذا فإنه يعمل ليل نهار على الخروج من هذه الخسارة عبر الاستفاد من العبر التي خرج بها.
وفي هذا السياق يجري الحديث اليوم في قيادة جيش العدو وتحديداً في "قسم القوى البشرية" التابعة لذراع "اليابسة" والذي يترأسه العميد "عران نيف" عن "نقطة التخطيط في ذراع اليابسة، والتي تتعلق بإعادة المكانة لـ"المناورة" لما لها من أهمية في التحرك البري في اعماق اراضي العدو خلال الحرب".
ويقول عران : "قبل خمس سنوات جرى نقاش حول جوهر العلاقة بين المناورة والنيران التي يتم إطلاقها من مسافة بعيدة. هل سنحتاج في كل مرة الى المناورة في ساحة الحرب؟ اليوم لا يطرح هذا السؤال بتاتا". ويضيف عران: "أجندة الجيش تقول ان المناورة ستحسم الحرب القادمة. والاتجاه هو العودة الى النموذج الذي ينص على ان يكون حجم التدريبات مشابها لحجم العمليات العسكرية، 17 اسبوعا، مقابل 17 اسبوعا، كما فعلنا خلال الانتفاضة الثانية. الحاجة الاساسية هي اعداد الجيش لمهمته المنطوقة. نحن نفهم انه امام عدو مشتت، خفي، يطلق النار على الجبهة الداخلية (مثل حماس او حزب الله) سنضطر للمناورة داخل اراضيه. هذا يتطلب موارد ضخمة ووسائل كبيرة، لكنه لا بديل لذلك".
وهنا تجدر الإشارة إلى أن عران نفسه والذي يترأس منذ عامين ونصف يترأس قسم القوى البشرية في ذراع اليابسة في الجيش أمضى غالبية خدمته في لواء "ناحل"، ايام الحزام الامني في جنوب لبنان قائدا لفصيل، ومن المعلوم أن هذا اللواء كان الاكثر تعرضاً للخسائر والفشل في تلك المرحلة، فضلاً عن تجربته الفاشلة في مواجهات "مسار المصلين" في الخليل في العام 2002 حيث قتل معه في تلك المواجهة 12 جنديا، في مقدمتهم قائد لواء الخليل، العقيد "درور فاينبرغ".