لم يجرؤ العدو الصهيوني على مواجهة عدسات الصحفيين التي توجهت نحو حدود فلسطين المحتلة لتلقلط ولو صورة ثابتة لجندي يظهر مقابلها.. بل اختفى جميع جنود الاحتلال في دشمهم، ووراء التحصينات، واكتفوا بمراقبة ما يجرى عبر كاميرات الرصد والمراقبة المنتشرة على طول الحدود، والمعروفة المكان وزاوية الإنحراف وقدرة الالتقاط..
وصل الصحفيون إلى المسافة صفر بما يعرف بالعلم العسكري، أي نقطة الالتحام بالسلاح الأبيض، لأنه عند هذه النقطة تسقط فعالية كل الأسلحة، وعند هذه النقطة بالتحديد تكمن قدرة المقاومة وعقلها وقلبها في المواجهة..
يتجول الوفد بطمانينة، لا دروع واقية، ولا خوذ، فقط وفقط برعاية المقاومة الإسلامية التي خرجت من رحم هذه الأرض، شربت من مياها حتى ارتوت وفاضت بدمها كرامة وحرية على ثراها ودفاعاً عنها.
بقامة ممشوقة، وعزم من لا يلين، وقف الضابط يشرح للوفد التموضعات، وأسماء القرى المحتلة لبنانية او فلسطينية، وما هي التغييرات التي جرت على المنطقة جغرافياً، أسماء النقاط، ألألوية، قائد اللواء.. قائد المنطقة، الوحدة المسؤولة عن المنطقة في جيش العدو، او كما تندر بعض المحبين على الصفحات التواصل الإجتماعي "كان بإمكانه أعطاء اسماء الجنود الذين يخدمون في نقاط العدو العسكرية حتى..".
انتهت الجولة وما زال العدو مختف خلف الجدار، عناوين صحفه اليومية لم تتطرق لموضوع الجولة، إعلامه المتلفز تحدث بخجل وخوف مما جرى.. وحتى الساعة لا تعليق رسمي عن سلطات الكيان، وغداً يدخل الصهاينة في السبت، لذا ربما لن نسمع الكثير حتى مطلع الأسبوع القادم.. لكننا على يقين أنها خطوة أثارت الكثير مما نعرف، ومما لا نعرف بعد في عقول الصهاينة..لننتظر ونرى.