يستمر القلق من الحرب الصاروخية مسيطراً على الكيان الصهيوني، وهو يسعى لبث نوع من الطمأنينة في صفوف جنوده قبل المستوطن عبر إدخاله منظومة ما يسى "مقلاع داود" إلى الخدمة الفعلية، زاعماً انها ستسد "الطبقة" الناقصة من منظومة الدفاع الصاروخي الصهيونية وهي من المفترض ان تشكل ردا على تهديدات الصواريخ متوسطة المدى، فيما تتولى منظومة "حيتس" الدفاع ضد الصواريخ بعيدة المدى وتتولى منظومة "القبة الحديدة" امر الصواريخ والقذائف الصاروخية قصيرة المدى.
لكن ما كتبه "عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هأرتس" في تحليله المنشور يوم الاثنين تحت عنوان "مقلاع داود" تحسن كبير لا يمنح اسرائيل الحماية الكاملة" يشكف أن كل هذه الإجراءات لا تفيد.
واكد "هرئيل" في مقالته أن السبب الرئيس في السعي لإنجاز تجارب هذه المنظومة كان "صواريخ حزب الله التي تحولت الى تهديد حقيقي في حرب 2006 ما حسم الجدل الدائر حول ضرورة تطوير منظومة اعتراضية لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى وكانت ولادة "القبة الحديدية".
وأضاف المحلل العسكري لصحيفة "هأرتس" رغم كل هذا لا زال الرد الاسرائيلي على التهديدات الصاروخية بعيدا عن التحول الى رد كامل ومن المشكوك فيه ان يصل الى هذه المرحلة في أي وقت وزمان فهذا الكمال يشكل اولا وقبل كل شيء مشكلة اقتصادية فتكلفة الصواريخ الاعتراضية مرتفعة جدا تتراوح بين المئة ألف والثلاثة ملايين دولار، وهذه الارقام لا يمكن ان تسمح لإسرائيل بإطلاق هذه الصواريخ دون حساب والمعادلة هنا واضحة".
ويتحدث "هرئيل" عن بقاء "التهديد الاكثر تعقيدا وخطرا في الجبهة الشمالية حيث يمتلك حزب الله ترسانة صاروخية ضخمة من كافة المديات والأحجام والأنواع بما في ذلك صواريخ دقيقة جدا يتم توجيهها عبر منظومة الاقمار الصناعية GPS".
واختتم "هرئيل" مقالته بالقول "يتيح التطور التكنولوجي الاسرائيلي اعتراض التهديدات من كافة الميادين لكن السؤال يتعلق بالكميات: كيف نستعد لاعتراض مئات الصواريخ التي يتم اطلاقها يوميا طيلة ايام الحرب ومن جميع الميادين والجواب على هذا السؤال لو بشكل جزئي على الاقل يقوم على فكرة الهجوم ولهذا بالضبط يستعد الجيش الاسرائيلي عبر التدريبات والمناورات المختلفة لكن حتى هذا التفكير الهجومي لن يكون كافيا ومن هنا يشدد الوزراء وكبار الضباط خلال الفترة الاخيرة على "حق" اسرائيل في استهداف منشآت استراتيجية في منظومة البنية التحتية اللبنانية في حال اندلعت حربا جديدة وذلك في محاولة من الحكومة الاسرائيلية تأسيس معادلة ردع جديدة مقابل حزب الله حتى قبل ان تندلع الحرب والإيضاح للحزب ان أي ضربة قوية يوجهها ال تل ابيب او حيفا ستواجه بضربة على بيروت تفوقها من حيث القوة بعدة اضعاف".