كشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية في عددها الصادر اليوم إن الكثير من نواب "حزب الليكود" خرجوا امس ضد نية بنيامين نتنياهو إجراء انتخابات نيابية مبكرة. وحتى الان، يقف الى جانب نتنياهو الوزراء الثلاثة بالإضافة الى الوزير ايوب القرا، بينما يعارض ذلك الوزراء "يسرائيل كاتس" و"حاييم كاتس" و"يوفال شطاينتس" و"جيلا غملئيل".
يشار الى ان طريقة الانتخابات لتشكيل قائمة الليكود تحدد بأن 16 مقعدا فقط من بين المقاعد الثلاثين الأولى التي يملكها الليكود في الكنيست الحالية ستكون مفتوحة للمنافسة، بينما يتم حجز المقاعد الاخرى لمرشحين آخرين، وعليه سيكون على كل نواب كتلة الليكود الحالية المنافسة على الـ16 مقعدا، بالإضافة، كالمتوقع، الى رئيس مركز السلطات المحلية حاييم بيبس، ورئيس بلدية القدس نير بركات، وربما الوزير السابق جدعون ساعر. وحتى اذا استقال بيني بيغن، وقرر النائب جاكي ليفي المنافسة على رئاسة بلدية بيت شان، سيبقى هناك اكثر من 20 نائبا حاليا خارج الكنيست، الأمر الذي يفسر محفزاتهم على رفض تبكير موعد الانتخابات.
في المقابل تواجه خطة رئيس "حزب العمل"، يتسحاق هرتسوغ، لمحاولة تشكيل حكومة بديلة من دون اجراء انتخابات، معارضة داخل حزبه. واعرب ثلاثة من المنافسين على رئاسة الحزب – النواب عمير بيرتس واريئيل مرجليت وعمر بارليف – تحفظهم من الخطوة، التي قد تؤجل اجراء الانتخابات الداخلية في الحزب.
وينوي هرتسوغ العمل على اسقاط الحكومة من خلال طرح اقتراح بـ "نزع الثقة البناء"، حسب قوله، بدعم من قبل كل اعضاء المعارضة وكتلة كلنا. ويحتم اسقاط الحكومة طرح مرشح بديل لرئاسة الحكومة يحظى بتأييد الغالبية المطلقة – 61 نائبا، ويأمل هرتسوغ النجاح في نيل التأييد المطلوب، ومن ثم السعي الى تشكيل حكومة مع الاحزاب الدينية والتناوب مع موشيه كحلون على رئاسة الحكومة.
كما اعربت احزاب اخرى مشاركة في الائتلاف عن معارضتها لتبكير موعد الانتخابات. وكتبت وزيرة القضاء اييلت شكيد على حسابها في تويتر، ان "ازمة اتحاد البث العام قابلة للحل. هذه ليست مسالة ايديولوجية جوهرية يتم بسببها حل حكومة اليمين". وقال رئيس "يسرائيل بيتينو"، وزير الامن افيغدور ليبرمان ان "كل واع يفهم بأن الانتخابات هي اخر ما يريده شعب اسرائيل الان".
وقال رئيس "يوجد مستقبل" يئير لبيد، امس: "ليس هكذا تدار الدولة. لقد اصيبوا بالجنون. هذه الحكومة تنشغل بنفسها فقط. كل شيء صفقات. كلهم ينشغلون بالسياسة الصغيرة بدل ما يهم المواطنين". وقال ان "هؤلاء الساسة نسوا ان المواطنين يريدون تنشئة اولادهم في الدولة.. وبدلا من ذلك لدينا مجموعة من السياسيين المنشغلين بأنفسهم، بحياتهم اليومية، بما سيكتبونه عنهم. لا يمكن للأمر ان يتواصل على هذا النحو".
الشرطة: "تبكير موعد الانتخابات لن يوقف التحقيق مع نتنياهو"
في سياق متصل، ايضا، تكتب "هآرتس" ان جهات رفيعة في الشرطة، اوضحت امس، ان التحقيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيتواصل حتى اذا تقرر تبكير موعد الانتخابات، لكن نشر نتائج التحقيق وتوصيات الشرطة سيخضع لقرار المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت. وقالت الشرطة، امس، انه طالما لم يصدر بيان رسمي عن تبكير موعد الانتخابات، فإنها لا تنوي التعامل مع هذا الموضوع او حتى اجراء تقييم للأوضاع بشأن المصاعب التي قد تنشأ نتيجة التحقيق بشكل متوازي مع المعركة الانتخابية.
وقالوا في الشرطة انه حسب نظم المستشار القانوني للحكومة، فان كل تحقيق سبق فتحه ضد رئيس الحكومة سيتواصل كما كان، وفي حال الاعلان عن تبكير موعد الانتخابات وتم تلقي شكاوى او شبهات جديدة، ستجري الشرطة تقييما للأوضاع مع المستشار القانوني وهو الذي سيقرر ما يفعله بالمعلومات الجديدة وما اذا سيتم تأجيل التحقيق. وقال مصدر في الشرطة، امس، ان التحقيق مع نتنياهو في ملفي 1000 و2000، وصل الى مراحله النهائية، وسينتهي خلال عدة اسابيع او عدة اشهر. واذا تقرر تبكير موعد الانتخابات فان مندلبليت هو الذي سيقرر كيف سيتم التعامل مع نتائج التحقيق.
وكان مندلبليت قد اعرب قبل حوالي شهرين، عن معارضته لمشروع قانون النائب دافيد مسلم (الليكود) الذي يهدف الى منع التحقيق مع رئيس الحكومة اثناء شغله لمنصبه. وتنبع معارضة مندلبليت من اسباب قانونية وبسبب توقيت الاقتراح، الذي تم طرحه بعد ان كان نتنياهو قد غاص في التحقيقات. وهذا هو السبب ايضا، الذي يجعل الشرطة تعتقد ان مندلبليت لن يوقف التحقيق في حال تقرر تبكير موعد الانتخابات.