رأى محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "معاريف"، يوسي ملمان أن حادثة تصدي الدفاعات السورية للطائرات الحربية "الاسرائيلية" التي حصلت ليل أمس هي الأخطر منذ بداية ما اسماه "الحرب الأهلية" في سوريا قبل ست سنوات، مشيرًا الى أنها "تدل على احتمال حصول انفجار وتصعيد قائم في واقع سوريا المعقّد مع تواجد معزز لإيران وحزب الله اللذين يطمحان بالوصول إلى منطقة الحدود مع "إسرائيل" بغطاء جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبذلك عملياً فتح جبهة إضافية على لبنان".حسب تعبيره.
وقال ملمان: "للمرة الأولى في تبادل النار بين "إسرائيل" وسوريا، يتم تفعيل منظومة الدفاع الجوي لـ"إسرائيل" وإطلاق صاروخ من نوع "حيتس"، أضاف "هذه الحادثة كان من المفترض أن تحصل بمخطط يشبه قرابة الـ 15 حادثة من نوع مشابه أفيد عنها في وسائل الإعلام الأجنبية التي حصلت خلال السنوات الست من الحرب الأهلية". وتابع :"يمكن التقدير أن الإستخبارات الإسرائيلية وصلت الى معلومات دقيقة عن هدف في سوريا ووجدت فيه ما يصفونه في الجيش "الإسرائيلي" بـ"أسلحة استراتيجية"، حيث يحتمل أن تكون صواريخ بعيدة المدى ودقيقة".حسب تعبيرها.
واشار ملمان في مقاله في "معاريف" الى أنه "يجب الافتراض أن "إسرائيل" لم تعتزم نشر بيان عن الهجوم ومواصلة سياسات الغموض التي تتبعها والتي مفادها أنها لا تؤكد أو تنفي تقارير عن هجمات في سوريا أو وفق بيانات رسمية للجيش السوري. ولكن، هذه المرة اضطر المتحدث باسم الجيش، عند الساعة السادسة صباحاً، تأكيد الهجوم. لأنه بسبب تبادل النار تم تفعيل منظومات الإنذار والمستوطنون في القدس وأماكن أخرى سمعوا وأيضاً شاهدوا الإطلاقات".
واعتبر ملمان أن "هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الجيش السوري النار على طائرات "إسرائيلية" كانت تقوم بشن هجوم في أراضيها. وقال مصدر عسكري لـ"معاريف" إن "إسرائيل ليس لديها أي نية للتصعيد وزيادة التوتر مع الجيش السوري، ولكن يجب الافتراض أن "إسرائيل" ستواصل أيضًا العمل وفق الخطوط الحمراء التي حددتها لنفسها لمنع نقل أسلحة، خاصة صواريخ استراتيجية ودقيقة من إيران عبر سوريا إلى حزب الله. وأيضًا ليس لدى سوريا، وإيران وحزب الله مصلحة بالتصعيد طالما أن الحرب الأهلية مستمرة ومسألة إنتهائها لا تبدو في الأفق".
ولفت المحلل الصهيوني الى أن "هذا الموضوع طُرح أيضًا في جوهر محادثات رئيس الحكومة "الاسرائيلية" بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا الى أن "نتنياهو طلب التشديد على مسمع مضيفه على الخطوط الحمراء لـ"إسرائيل" ومصالحها، والتأكيد أنها لن تسمح بأية محاولة إيرانية أو لحزب الله بإرسال قوات إلى منطقة الحدود في هضبة لجولان. لكن ملمان، أشار الى أنه "حتى لو أدرك بوتين أن المصالح الأمنية لـ"إسرائيل"، فإن تأثيره على الرئيس الأسد وجيشه ليس مطلقا رغم كل التدخلات العميقة لجيشه في الحرب السورية". خالصًا الى أن "هذا ما ثبت هذه الليلة حيث ظهر أن العمل الذي كان من المفترض أن يكون روتينيًا، ظاهرياً، من المتوقع أن يخرج عن السيطرة".على حد تعبيره.