كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وجود حالة من القلق والتأهب في "إسرائيل" بسبب انسحاب مسلّحي المعارضة السورية، من منطقة الجولان السورية وعودة قوات الرئيس السوري بشار الأسد الى تلك المناطق وتمهيد الطريق لحلفائه ايران وحزب الله.
وأشارت "يديعوت" الى أن النظام السوري يجري إتصالات مع أولئك الموجودين في الجولان منذ هزيمة المسلحين في حلب، بهدف التوصل الى تفاهمات على إخلاء المناطق التي يسيطرون عليها وفق نموذج الاستسلام في حلب.
ولفتت الصحيفة الى أن عودة الجيش السوري الى الجولان تُحتِّم على "إسرائيل" إجراء تقدير جديد للجبهة السورية، فهي حافظت حتى اليوم على مستوى منخفض في كل ما يتعلق بالتدخل في الحرب الدائرة وراء السياج، لكن عودة الأسد الى الجولان، ستحتم على "تل أبيب" تغيير سياستها في المجال الدبلوماسي، وبشكل خاص العسكري: لقد حددت "إسرائيل" خطا أحمر يرفض السماح بوجود قوات حزب الله وإيران على "الحدود"، وهذا يعني أن عودة الجيش السوري للحضور عند الحدود دون تفاهمات بين القوى العظمى حول حجم وطابع القوات وانتشارها في القطاع، يمكن أن تقود الى استئناف المواجهات بين "إسرائيل" وسوريا.
وأشارت الصحيفة أن قوة تأثير "إسرائيل" على روسيا بشأن الترتيبات في الجولان ليست عالية، وترتبط بالمصالح الروسية، فموسكو لن تقف بالضرورة الى جانب "تل أبيب" عندما يرجع الجيش السوري الى الجولان، أما الموقف الامريكي في موضوع الترتيبات في سوريا فليس واضحًا، كما ان موقف الرئيس القادم دونالد ترامب ليس واضحا. وحتى لو كان هناك موقف كهذا، فإن ليس هناك من تتحدث معه "اسرائيل" لا في البيت الابيض ولا في البنتاغون.
وختمت الصحيفة بالقول إن الجهات "الاسرائيلية" التي تحاول إجراء اتصالات مع البنتاغون في موضوع الاتفاق في سوريا، تصطدم بجهات منخفضة من المستويين الثالث والرابع – كأولئك الذين سيبقون في منصبهم بعد تسلم ترامب، لكنهم لا يملكون تأثيرًا على السياسة المستقبلية للولايات المتحدة. ويدخل الى هذا الفراغ الجهد السوري- الايراني، الذي من شأنه إشعال الفتيل المتفجر في الجولان.