رأى المعلِّق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل "أنّه في حال نجحت الدول الغربية في إيجاد تسوية في سوريا، فإنّ هذا الأمر سيدفع بوحدات حزب الله التي تشارك في القتال هناك منذ صيف العام 2012 للعودة بمعظمها إلى لبنان" على حد قوله.
ولفت هرئيل الى "أن حزب الله راكم خلال سنوات القتال مهارات وتجربة حربية كبيرة عبر تشغيل وحدات هجومية، وتقنيات القتال والعمل في أطر كبيرة نسبيًا، مع الإيرانيين والروس. وعلى ضوء ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية الهائلة التي يملكها حزب الله، وتأهيل سرايا الكومندوس "الرضوان"" يرجح أن يعمل الحزب ضد البنية المدنية في "إسرائيل""، وأكد هرئيل "أن الجيش "الإسرائيلي" يعتبر حزب الله بأنه جيش، أكثر من كونه منظمة إرهابية"، على حد وصفه.
وأشار المعلِّق الى "أن تطوير قدرة حزب الله يقود إلى نقاش أوسع في المؤسسة الأمنية حول سبل التعامل معه في المستقبل"، مشيراً" الى معضلتين: الأولى تتعلق بالتوتر بين الحاجة إلى حرب قصيرة (بسبب الضرر على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية" والضغط الدولي المتوقع) وبين الرغبة بنتيجة تقوِّض حزب الله لسنوات طويلة"، و"الثانية هي ماهية العامل الحاسم في القوة العسكرية "الإسرائيلية"" وفق تعبيره.
وقال هرئيل "إن الجيش "الإسرائيلي" ذهب إلى صقل قوته الجوية وإهمال العمل البري، لكن في السنتين الأخيرتين برز تغيير واضح نُشر في وثيقة إستراتيجية الجيش للعام 2015، وفيها أكّد رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت على الحاجة لمناورة برية عميقة كعنصر ضروري في هزيمة العدو. وهذا ما أكدّه أيضًا قائد المنطقة الشمالية، أفيف كوخافي، مؤخرًا، على خلفية تعاظم حزب الله" حسب قوله.
وإقتبس هرئيل في مقاله، كلامًا لقائد الفيلق الشمالي السابق في الجيش الصهيوني غرشون هكوهن، نُشر مؤخرًا عنوانه "أزمة الجيش البري"، وخلال عرض بعضًا من هذا المقال قال هرئيل أن " هكوهن إدعى أن حزب الله وحماس أنتجا منظومة عسكرية متوزعة ومختلطة طوّرت حصانة كبيرة أمام تهديد مناورة الجيش "الإسرائيلي"" على حد تعبيره.
وكتب هكوهن أيضًا "إن الجيش "الإسرائيلي" سيجد صعوبة في تشخيص مراكز الثقل لدى العدو، التي في حال تم تحييدها سيؤدي ذلك إلى التغلب عليه. ودمج تشكيل صواريخ بعيدة المدى تهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية مع تشكيلات دفاع مكثفة، ستوقع خسائر واضحة في صفوف الجيش "الإسرائيلي"".
وعلى خلفية هذا التخبُط، الذي وُصف في ذراع البر بأنه "مأزق المناورة"، قال هرئيل "إن إقامة تشكيل صواريخ متوسطة المدى في الجيش "الإسرائيلي"، سيُضاف إلى قدرة الهجوم الجوي وربما سيعوِّض أيضًا جزء من صعوبات عمل سلاح الجو على ضوء القصف المتوقع لحزب الله على قواعده. وهذه الأفكار، بحسب هرئيل، عرضها للمرة الأولى اللواء يسرائيل طل ووزير "الأمن" السابق، موشيه إرنز، في مطلع التسعينات. وفي حال قرّر وزير "الأمن" الحالي أفيغدور ليبرمان، السير بهذه الفكرة، فإنها من المتوقع أن تصطدم بمعارضة مهنية من سلاح الجو" حسب وصفه.