تناولت صحيفة "إسرائيل هيوم" القصف الصهيوني على مطار المزة العسكري في دمشق، مؤكدةً أن على "إسرائيل" تجنب الحسابات الخاطئة، التي من المتوقع ـ في إطارهاـ أن يؤدي أي "هجوم تكتيكي إلى التدهور نحو تورط إستراتيجي غير مرغوب فيه".
وأضافت الصحيفة إن "الهجوم المنسوب إلى "إسرائيل" بالقرب من دمشق يطرح تساؤلات عدة، من المحتمل أن يكون لأجوبتها تداعيات جوهرية على الساحة الشمالية في الفترة القريبة".
التساؤل الأول، بحسب الصحيفة، يتعلق بأسلوب الهجوم وبنوع الذخيرة التي استخدمت فيه. في السياق تورد الصحيفة موقف الحكومة السورية التي أعلنت أنه تم إستخدام صواريخ أطلقت من الأرض، وليس هجوماً من الجو كما في حالات سابقة، وعليه ـ تتابع الصحيفة ـ إذا كانت هذه صورة الوضع فإن هذا الأمر من المحتمل أن يدل على محاولة "إسرائيلية" لتقليص منطقة الإحتكاك مع وسائل الدفاع الجوي السورية ومع المظلة الروسية المنتشرة فوقها، التي يمكن التقدير أنها رفعت جهوزيتها بعد الهجوم المرتبط بقافلة ومخازن السلاح في الأسبوع الماضي.
التساؤل الثاني يتناول كلام وزير الأمن الإسرائيلي، الذي إدعى ـ بحسب "إٍسرائيل هيوم" ـ خلال لقائه مع سفراء الإتحاد الأوروبي أن "إسرائيل" تعمل لمنع نقل سلاح دمار شامل من سوريا إلى حزب الله، وأضافت الصحيفة أنه "كما هو متوقع، أثارت هذه التصريحات موجة صخب، لكن يعتقد أن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أراد بشكل أساسي إرسال تحذيرات".
وتابعت الصحيفة بالقول أن "حزب الله إمتنع في السابق عن العمل بسلاح غير تقليدي، خشية من أن يشجّع هذا الأمر "إسرائيل" على فتح حرب ضده، هو يركز على زيادة الرؤوس الحربية ودقة الصواريخ التي بحوزته، وأيضًا بالتجهز بمنظومات متطورة مضادة للطائرات وبصواريخ ساحل ـ بحر، لكن الإنشغال بسلاح دمار شامل ـ بالتشديد على قدرة كيميائية ـ تركه حتى الآن إلى حلفائه في سوريا وفي إيران" وفق ما تدعيه الصحيفة.
التساؤل الثالث، يتناول مدلولات الإعتراف الفوري لسوريا وحزب الله أنه بالفعل نُفِّذ هجوم في سوريا، وبإلقاء مسؤولية واضحة على "إسرائيل"، ولفتت الصحيفة هنا، إلى أن الحكومة السورية فضلت في السابق نفي الهجمات التي نفذت أو تجاهلها، وفق مقولة ما لم يعلن عنه لم يحصل وما لم يحصل لا يلزم رد، حسب تعبيرها.
وأما اليوم، فرأت الصحيفة أن "البيان الرسمي السوري يدل أنهم في سوريا وفي لبنان، ليسوا مستعدين بعد الآن للسكوت على هجمات كهذه، حاليًا هم إكتفوا بالتصريحات، لكن في وقت ما سيتحول الكلام إلى أفعال".
الصحيفة ختمت بالقول أن "جرأة سوريا وحزب الله التي تتجلى أيضًا في عمليات التهريب المتواصلة برغم الهجمات، مرتبطة بإنتصاراتهم العسكرية الأخيرة في حلب، التي تزيد بشكل جوهري إستقرار نظام الأسد، بما في ذلك ثقته بنفسه"، وأضافت قائلةً أنه "يبدو حاليًا أن جُل إهتمام الرئيس السوري بشارالأسد وحزب الله لا يزال مرتكزًا على الحرب في سوريا وليس لديهم مصلحة بمواجهة مع "إسرائيل"، لكن على الأخيرة متابعة هذه التطورات بدقة لتجنب الحسابات الخاطئة، في إطار أن يؤدي هجوم تكتيكي إلى التدهور نحو تورط إستراتيجي غير مرغوب فيه".