فمطلع الاسبوع الماصي بثت القناة فيلماً وثائقيّاً حمل عنوان "جنود إسرائيل العرب"، سلّط الضوء على وحدة صغيرة في الجيش العدو قوامها من العرب الذي ما زالوا داخل الكيان، محاولاً البحث في كل ما يتعلق بهذه الوحدة العسكرية وطريقة تشكيلها، وأسباب "انتساب الفلسطينيين إلى جيش يحتل أرضهم".
يبحر الوثائقي في تفاصيل المجندين العرب الذين اختارهم أبطالاً للفيلم، ويبحث في ظروف معيشتهم وفي مدى تقبل المجتمع لهم، كما يجري لقاءات مع عائلاتهم "الفخورة بهم" رغم نفور المجتمع منهم.
ويظهر بوضوح محاولة زرع شرخ طائفي بين المسلمين والمسيحيين في الكيان بإظهار حكاية القس المسيحي جبرائيل نداف الذي ينظم حملة لتجنيد المسيحيين في صفوف جيش الاحتلال، ويفسح له المجال لسوق مبررات ذلك "فدولة نعيش فيها علينا أن نقدم لها كما تقدم لنا"، وفق تعبيره، بالإضافة إلى أن "هؤلاء الجنود سيحموننا من داعش".
يحاول الوثائقي جاهداً إبراز قضية حفاظ المنتسبين العرب إلى جيش الاحتلال على هويتهم الدينية، فالمسلم يقسم على القرآن ويصلي خلال فترة التدريبات في الجيش، كذلك يحافظ المسيحي على شعائره، الأمر الذي يظهر "إسرائيل" كدولة تحفظ حقوق مواطنيها، من دون أن الخوض في قضية "يهودية الدولة" وهي ركيزة بني عليها الكيان، والموجودة أصلاً في النشيد الإسرائيلي "طالما في أعماق القلب توجد روح يهودية تواقة... وللأمام نحو الشرق، عين تنظر إلى صهيون". على أنغام النشيد تمرّ لقطات لأحد الاحتفالات داخل الكنيسة التي يخدم فيها القس نداف، كما يختتم الوثائقي به أيضاً.