"لسعة" حزب الله ـ 2.. "تلفزيون الواقع"
تابعت "سمدار بيري" في مقال ثاني ما أسمته "لسعة" حزب الله أو خدعة تلفزيون "الميدان" الذي أجرى مقابلات تلفزيوني مع مسؤولين اسرائيليين ومع الناجي من عملية الاختطاف تحت غطاء صحافي ايطالي يجري هذه اللقاءات لـ "لاعلام الدولي" فتقول:
" لا أحد عندنا يريد أن يجد نفسه نجما، بالطول وبالعرض، في قناة حزب الله التلفزيونية. ليس صعبا ان نتخيل سيماء وجوه "تسيبي لفني"، "عمير بيرتس"، اللواء احتياط "ايال بن روبين" وجنرالين آخرين وخبراء اسرائيليين في شؤون الامن القومي حين اكتشفوا بانهم خدعوا. فعندما رأوا، أو أروهم، كيف يتحدثون من البطن بالذات في الملعب البيتي لنصرالله عن اختطاف جنديي الجيش الاسرائيلي، "الداد ريغف" و"ايهود غولدفاسر".
وعن شبح الحاج رضوان تقول "بيري":
في الشاشة المنقسمة لمسلسل "2006 الواقع"، الذي بثت أمس فصله الاخير على قناة "الميدان"، نرى بين الحين والاخر يطل بابتسامة "سامة" على المشاركين الاسرائيليين المدافعين عن أنفسهم الوجه الواسع لعماد مغنية، قائد "عملية" الاختطاف".
وتتابع: "هذه القضية المحرجة هي درس هام في الاعلام. أفترض أن الناطقين بلسان السياسيين وقعوا في الفخ عندما استخدم الصحافي قبعة وكالة الانباء المحترمة في روما. ولو كانوا اصروا فقط على مكالمة أحد مكاتب "أنسا" في القدس لكانوا أعفوا أنفسهم من الاهانة. فلن تسقط شعرة من رأس ناطق مهني اذا ما بادر، وقلنا فقط بمجرد مكالمة واحدة، كي يفحص اذا كانت طلبت بالفعل مقابلة وفي أي قناة يعتزم بثها. ناطق مهني كان يتعين عليه أن يشم بانه يوجد هنا شيء مشبوه: فلا يوجد شيء يسمى تعاون بين قناتي "الجزيرة" والـ "بي.بي.سي".
أما المنتج التلفزيوني الفلسطيني أحمد البرغوثي، الذي طلب من موني المقابلات، فقد دفع بسخاء وورط كل المشاركين في القضية، فلم يكن ممكنا ايجاده. وهو لا يرد على الهاتف النقال وآثاره اختفت. وبين زملائي الفلسطينيين في رام الله أحد لم يسمع عنه ولا يعرفه. ومشوق بالمناسبة أن نتبين بان حزب الله لا يحتفل بمناورة "اللذعة" ولم يخرج بعناوين رئيسة مرتقبة – كيف خدعنا الاسرائيليين".
وبعد كل هذا، فالقلب يتفطر على تومر فينبرغ، الذي اصيب ولكنه نجا من الاختطاف. فالصحافي الايطالي لذعه دون واسطة الناطقين ومستشاري الاعلام. فقد أخرجه البث في صورة سيئة، وأعاده الى صدمة الاختطاف. وعلى هذه الخدعة وحدها كنت سألقي بالصحافي الايطالي ادراج الرياح".