أميركا تستخدم "غواصات الشبح" لشن هجمات الكترونية
تمثل "الغواصات الشبح" عنصراً هاماً من الاستراتيجية الالكترونية في الولايات المتحدة الاميركية، فهي تعمل بصورة دفاعية لحماية نفسها والبلاد من الهجوم الرقمي، ولكن المثير للاهتمام انها تؤدي دوراً فعالاً في تنفيذ هجمات الكترونية.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشر قبل أيام النقاب عن قدرات خاصة تمتلكها هذه الغواصات التابعة للأساطيل الامريكية المختلفة تمكنها من شن هجمات الكترونية مستخدمة هوائيات خاصة ومجسات متطورة وذكية تسمح لها باختراق شبكات الاتصالات والارتباط بها عن بعد، وتؤكد تقارير مسربة الى شن هذه الغواصات مئات الهجمات الالكترونية اسبوعياً.
وتجدر الإشارة إلى ما كان يعرف خلال الحرب الباردة بـ "الخدمة الصامتة"، وهي رصد بث الكابلات البحرية المخصصة للدولة المستهدفة، ففي السبعينات أمرت الحكومة الأمريكية غواصاتها بالاستفادة من كابلات الاتصالات البحرية قبالة الساحل الروسي، وتسجيل الرسائل التي يتم بثها ذهاباً وإياباً بين القوات السوفيتية.
وقد واصلت وكالة الأمن القومي هذا العمل، حيث ترصد كابلات الألياف الضوئية تحت الماء كجزء من مهامها لجمع المعلومات الاستخبارية على امتداد العالم. وفي بعض الحالات، فإن الحكومة الاميركية قد تعقد صفقات سرية مع مشغلي الكابلات لضمان الوصول الآمن لرصد تلك الكابلات.
في هذه الأيام، بعض الغواصات الولايات المتحدة تأتي مجهزة مع الهوائيات المتطورة التي يمكن استخدامها لاعتراض والتلاعب حركة الاتصالات الآخرين، وخاصة على شبكات ضعيفة أو غير مشفرة.
ويكشف تقرير "الواشنطن بوست" ان واحدة من الغواصات العاملة على هذا الخط هي : "يو اس اس أنابوليس". وأظهرت معلومات سربت ان البحرية تنفذ مئات من ما يسمى بـ "استغلال شبكة الكمبيوتر"، وكثير منها على الأرجح نتيجة القرصنة التي تطلق من الغواصات.