كيان العدو تحت أعين "أنركست"
كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» النقاب عن أن مساعي الرصد الأميركية والبريطانية من قبرص للنشاطات الجوية الإسرائيلية، لم تقتصر على كشف شيفرة اتصالات الطائرات الحربية والطائرات من دون طيار، وإنما تخطت ذلك لشيفرة تجارب إطلاق صواريخ منظومة «حيتس».
وكانت الأنباء التي نشرت حول هذا الموضوع أثارت عاصفةً في إسرائيل، دفعت حكومة بنيامين نتنياهو بعدها إلى الإعلان عن أنها ستطلب توضيحات من الدولتين الحليفتين حول قضية «أنركست» Anarchist (الفوضوي) التي فضحتها وثائق ادوارد سنودن.
ووصفت محافل إسرائيلية مطلعة ما نشر حتى الآن في الصحافة العالمية حول قضية «أنركست» بأنها «التسريب الأخطر في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية». وأشارت «يديعوت» إلى أن أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية كانت أيضاً ترصد نشاط الصاروخ المعروف باسم «أنكور الأسود»، وهو صاروخ الهدف في مشروع «حيتس»، ما أتاح لها جمع معلومات استخبارية عالية القيمة. وأضافت الصحيفة أن هذه المعلومة تظهر أيضاً من وثائق العملية التي سربها أدوارد سنودن.
وكانت قضية «أنركست» قد فُضحت في تقارير نشرت في وقت متزامن يوم الجمعة الماضي في كل من «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية ومجلة «در شبيغل» الألمانية وموقع «ذا انترسبت» الإلكتروني. ونشر أن عملية التجسس المشتركة لوكالتي الأمن القومي الأميركي NSA و«المقر العام للاتصالات الحكومية البريطانية» GCHQ، تعلقت باعتراض بث أقمار صناعية، منظومات قتالية متطورة وطائرات في أرجاء الشرق الأوسط. وكان في مركز هذه العملية رصد منظومة الطائرات من دون طيار الإسرائيلية.
وأشارت المعلومات الصحافية إلى أن عملية «أنركست» أديرت على مدى سنوات من قاعدة حصينة حفرت في أعماق الأرض، ومحاطة بأسوار، وهي مليئة بأجهزة الالتقاط والهوائيات، على قمة جبل ترودوس في قبرص. وجرى الإعلان عن أنه في إطار العملية، أفلح الأميركيون والبريطانيون في فك شيفرة الاتصالات المشفرة بين الطائرات من دون طيار وقاعدتها في إسرائيل، وأنهم عملياً كانوا يرون كل ما يراه مشغلو الطائرات الإسرائيليون: جمع المعلومات من أرجاء الشرق الأوسط، واستخدام الصواريخ والقذائف لتنفيذ اغتيالات واستعدادات للهجوم على إيران.
وبحسب ما نشرت «يديعوت»، فإن وثائق سنودن أظهرت أن اسرائيل تستخدم اسطولاً كبيراً من الطائرات غير المأهولة التي تجمع المعلومات الاستخبارية في غزة، في الضفة الغربية وفي ارجاء الشرق الاوسط، بل واستخدمت، على حد قول الباحثين، في صالح جمع المعلومات عن التخطيط للقنبلة في إيران. وتتسلح طائرتان من هذه الطائرات بالصواريخ والقنابل لتنفيذ الاحباطات المركزة. وتعمل الطائرات من سلسلة قواعد في اسرائيل، بما فيها تل نوف، بلماخيم وعين ـ شيمر.
في كل حال، فإن وثائق «أنركست» تكشف بالدليل القاطع ما ترفض إسرائيل حتى الآن الاعتراف به، وهو أن لديها طائرات من دون طيار مسلحة، وتقوم بتنفيذ مهام قتالية كالاغتيال أو تدمير أهداف. وقد عرض التقرير المنشور صوراً لطائرات إسرائيلية من دون طيار تحمل قذائف وصواريخ على جانبيها.
وبحسب صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من نتنياهو، فإنه بعد شهر من الأنباء عن تنصت أميركا على رئاسة الحكومة الإسرائيلية، يتوقع مرة أخرى أن تطلب الحكومة الإسرائيلية من الحكومتين البريطانية والأميركية توضيحات حول ما يتعلق بمشروع «أنركست». وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي إسرائيل كتس أعلن أنه «إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فهذا يشكل مساً خطيراً بأمن دولة إسرائيل. والأمر يتطلب فحصاً واستخلاصاً للعبر والدروس. الأمر يتطلب فحصاً داخلياً في إسرائيل من ناحية مهنية».