الكيان الصهيوني: حزب الله الخطر المركزي الأبرز
للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي يجري اعتبار حزب الله الخطر المركزي الأبرز على الكيان الصهيوني في اللحظة الراهنة.
وقد جاء هذا التقدير على لسان رئيس أركان جيش العدو الجنرال غادي آيزنكوت، في محاضرة ألقاها أمس في المؤتمر السنوي لمركز أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب. وكان رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق الجنرال عاموس يادلين قد أعلن، تمهيداً للمؤتمر، أن الخطر الأبرز على كيانه، بعد توقيع الاتفاق النووي، صار يتمثل في حزب الله.
وفي مستهل كلمته أمام المؤتمر، قال آيزنكوت متنبئاً بالتطورات في المنطقة أن «رئيس الأركان الذي سيخلفني في المنصب، بعد عقد من الزمان، سيضطر للتعامل مع ظروف أشد تعقيداً من القائمة حالياً».
وحاول آيزنكوت، في المؤتمر الذي كان تحت عنوان «التقدير الاستراتيجي لإسرائيل العام 2016»، أن يستعرض مطولاً ومفصَّلاً ما يتوقع حدوثه في الحلبة الدولية، وكذلك في المجتمع والجيش الإسرائيلي.
وركز آيزنكوت كلامه على حزب الله، فقال إن «اهتمامنا المركزي بات حزب الله الذي يستخدم 240 قرية ومدينة في لبنان، والتي صارت المنطلق الذي بناه حزب الله ليوم المواجهة. ومن عشرة آلاف صاروخ، صار يملك مئات الآلاف. و(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله يريد تحقيق هيمنة شيعية في لبنان. وهذا أمر إشكالي، لأنه يقلص قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل. وقد نشر أسلحته، لكن حزب الله يفهم ماهية الواقع الذي سيشهده إذا ساد التوتر في الشمال. ولقد تحسنت قدراتنا الاستخبارية بشكل جوهري. وفي حزب الله، وبرغم كل تفاخرهم، يوجد فهم عميق جداً بقدرتنا على اختراق التنظيم. أما بشأن القوة الإسرائيلية، فالجيش الإسرائيلي يعتبر جيشاً قوياً جداً وغير متوقع، وهذا يفسر الهدوء. مع ذلك، اختبارنا يجري يومياً. وهم يحاولون تنفيذ عمليات».
وبرغم الرسالة الحادة لـ حزب الله فإن الغاية الأساسية لآيزنكوت لا تزال إيران، «فعلى رأس أولوياتنا، منذ العام 2005، توجد إيران. ولا ريب في أن الاتفاق النووي يشكل نقطة تحول إستراتيجية، وهو يمثل تغييراً في الشكل الذي ننظر فيه. ونحن نجري تقويماً مجدداً للتحول الاستراتيجي، وما يعنيه للجيش الإسرائيلي. وفي مدى الخمس سنوات المقبلة، فإن تقديرنا هو أن إيران ستبذل جهوداً كبيرة للوفاء بالاتفاق، وأداء التزاماتها».
وأضاف «إننا بعد 15 عاماً سنضع إيران في سلم أولويات عال، في الحاجة لتوجيه الطاقة النووية، وهل ستظهر قنوات سرية ومحاولات، من منطلق الفهم، بأن هناك تغييراً جوهرياً. إن التصور بامتلاك سلاح نووي سيستمر في إيران من المكان الذي ترى إيران نفسها فيه كقوة عظمى إقليمية، وهي تريد التمترس في المكانة».
وأشار آيزنكوت إلى أن «المساعي للنفوذ الإيراني في المنطقة كانت في السنوات الأخيرة، وهي لن تتقلص في المستقبل المنظور. وإيران تخوض حرباً من أجل مناطق جديدة. فالتدخل الإيراني في سوريا، بات دعماً عملياً. وقسم من المقاتلين يحاربون هناك، وإيران دفعت حتى الآن ما بين 130 إلى 140 قتيلاً وآلاف الجرحى. ونحن نلحظ جهوداً كبيرة من جانبها في قطاع غزة، وأيضاً للتأثير على عرب إسرائيل. وقدراتهم كبيرة جداً. وهم يقدمون لحزب الله سنوياً حوالي مليار دولار، والتقدير أنه كلما تحسن الوضع الاقتصادي، ستضخ موارد أكبر. وهم يقدمون لحماس عشرات الملايين من الدولارات، فضلاً عن الأسلحة، كالتي ضبطناها في البحر في الماضي».
وكان رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق الجنرال عاموس يادلين قد أشار إلى حزب الله بوصفه الخطر المركزي الأهم في نظر الكيان الصهيوني بعد الاتفاق النووي مع إيران. وقال إن «لدى حزب الله الآن عدة آلاف من الصواريخ التي يمكنها أن تضرب مركز السكان، برؤوس حربية ثقيلة ودقيقة. وبعد ذلك تأتي إيران وسوريا وحماس وداعش. وليست لحزب الله مصلحة ورغبة حالياً في المواجهة مع إسرائيل».