رأى المعلق الامني في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، في مقال كتبه حول زيارة نتنياهو الى موسكو انه "من الصعب أن تغير صورة الوضع الجديد،" وقال "من المشكوك فيه أن تنجح الزيارة في تغيير السياسة الروسية في سوريا عموما وفي الشرق الاوسط خصوصا".
ويضيف ميلمان انه "جرت العادة عند عودة رؤساء الحكومات لـ"اسرائيل" ان يتفاخرون علنا بأن الزيارة قد حققت أهدافها، وان الروس قد اقتنعوا بمصداقية الادعاءات الاسرائيلية، هذا حصل ايضا هذا الاسبوع، بنيامين نتنياهو ورئيس الاركان غادي آيزنكوت الذي انضم للزيارة التقى مع نظيره الجنرال فاليري جارسيموف حيث اتفق على انشاء لجنة برئاسة نائبيهما وتناقش خلال اسبوعين في اقامة هيئة تنسيق لمنع الصدام بين الجيشين في سوريا."
لكن يوسي ميلمان اشار الى أنه لا "يوجد اتفاق مع الروس يوجد تفاهم بأن يتم التحاور في محاولة للتوصل الى هذا التنسيق، لكن تجربة الماضي تؤكد ان هكذا تفاهم يتلاشى خلال وقت قصير."
ويوضح يوسي ميلمان ان "اسرائيل قلقة من ارسال السلاح الى ايران ومنها الى سوريا وحزب الله، والتقديرات هي أنه وصلت الى ايدي حزب الله في السنوات الاخيرة صواريخ بر – بحر من صنع روسيا. وقلق آخر لدى "اسرائيل" يتركز حول جهود ايران التي تستمر منذ عام بمساعدة حزب الله على اقامة شبكات في الجولان السوري."
اضافة الى كل ذلك "هناك تخوف اسرائيلي ايضا من ان استمرار التواجد الروسي في سوريا من خلال طائرات حربية، دبابات، سفن، وحدات خاصة، اجهزة دفاع جوية) سيقلص هامش المناورة للجيش الاسرائيلي عموما وسلاح الجو خصوصا، في الشمال"، يقول ميلمان.
ويتابع ميلمان، لا تريد "اسرائيل" التدخل في الحرب الاهلية في سوريا، ومع ذلك فقد تدخلت "اسرائيل" في الحرب بين حين وآخر وكلما اعتقدت ان مصالحها الامنية تتطلب هذا التدخل".حسب تعبيره.
وبحسب يوسي ميلمان، هذه المصالح كما جاءت على لسان وزير الحرب موشيه يعلون ورئيس الاركان ايزنكوت هي منع وصول السلاح الجديد الى حزب الله، واجهاض عمليات ضد "اسرائيل"، وبذل الجهود من اجل عدم الحاق الضرر بالطائفة الدرزية في سوريا. على حد زعمه.
ويذكر يوسي ميلمان ان "سلاح الجو الاسرائيلي كان يتحرك كلما توفرت معلومات استخبارية دون الحاجة الى التنسيق مع أي جهة، لكن من الآن فصاعدا ستضطر "اسرائيل" الى تنسيق خطواتها مع روسيا. "
لكن مشكلة "اسرائيل" ليست في طريقة التنسيق بل جوهرية اكثر، الامر الذي يهم "اسرائيل" هو هل يمكن الوصول الى تفاهمات مع روسيا حول تقسيم سماء سوريا الى مناطق تأثير ونشاط.، "اسرائيل تريد من روسيا ان لا تتدخل في المناطق القريبة من الحدود الاسرائيلية، وفي العمليات التي تقوم بها، "اسرائيل" من جهتها تتعهد بعدم الاقتراب من شمال الدولة، حيث تقيم روسيا المعسكر الاكبر لها في سوريا."
لكن مشكوك فيه التوصل الى هذا المستوى من التنسيق، يكتب ميلمان، اذ إن "موافقة بوتين علنا على اقامة جهاز تنسيق هي مثابة اعتراف منه بحق "اسرائيل" في العمل في سماء سوريا، وسيعارض بوتين أي تجاوز لـ"اسرائيل" أو أي دولة اخرى لسيادة حليفه، وبالتأكيد فان "اسرائيل" لن تستطيع الطيران في سماء دمشق.
ويخلص ميلمان الى القول انه "من خلال الذهاب الى موسكو تم تقييد ما اسماه "حرية العمل "الاسرائيلية"، و"اسرائيل" تتعلم القيود على قوتها العسكرية حيث تقف امامها قوة عظمى عالمية لديها مصالح واضحة في الشرق الاوسط، وكل ذلك افضل من التعرض لخطر المواجهة على ارض الحليفة الوحيدة لروسيا في المنطقة."
وتنتهي الصحيفة الى الاستنتاج بأنه "حتى وان تحققت تفاهمات من وراء الكواليس فمن الواضح ان ما تسميه "حرية العمل" التي تمتعت بها "اسرائيل" في سوريا ستتقلص لسنوات".