سيناريو حرب لبنان الثالثة القادمة: الحرب ونتائجها تُحدّد وفقًا للطلقة وتوقيتها
نقل المحلل العسكري والامني لموقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي عن العقيد في الجيش الاسرائيلي الون مدانس قوله إن "الحدود اللبنانية جبهة هادئة حاليًا، لكن يمكنها أن تسخن جدًا في غضون ساعات".
وأشار بن يشاي إلى أن مدانس ووحدته مسؤولان عن القطاع الغربي لمنطقة الحدود، التي تشمل 165 ألف مستوطن في 55 مستوطنة، وأضاف "خلال قيادتنا على طول الشريط الحدودي، فهمتُ أن مدانس والقيادة الشمالية بأكملها يحضران لحرب لبنان القادمة ويعملون بشكل مكثف لجهة عمليات هجومية ودفاعية.. من المحتمل أن الحرب القادمة ونتائجها سيتم تحديدها، بعدة مفاهيم، حسب الطلقة الأولى وتوقيتها. لكن بشكل عام، سيكون على الجيش الإسرائيلي التعامل مع 3 مشاكل أساسية:
الأولى: هي إطلاق قذائف ذات مسار عالٍ بشكل أدق ومكثف أكثر ممّا كان في الماضي، والتي ستستهدف المدنيين، المنشآت العسكرية والخدمات الحيوية في جميع أنحاء "إسرائيل". هذا سيتم بواسطة إطلاق نحو 1200 رأس حربي يوميًا الأمر الذي سيؤدي الى دمار وخسائر حتى ينجح الجيش الإسرائيلي بوقف عمليات الإطلاق. الضرر في الأيام الأولى للحرب أو العملية العسكرية سيكون صغيرًا في حال كانت منظومة "مقلاع داوود"، التي صُمّمت للتصدي لصواريخ ذات مدى أطول من منظومة "القبة الحديدية"، فعالة حتى ذلك الوقت، لكن على أي حال ستقع أضرار.
الثانية: هي محاولات من قبل القوات الخاصة لحزب الله دخول الأراضي الإسرائيلية لاحتلال بلدات، خطف رهائن، وقطع طرق مواصلات حيوية في الشمال. هذا النشاط سينفذ لإحباط الخطة التكتيكية للجيش الإسرائيلي.
الثالثة: هي إطلاق الصواريخ قصيرة الأمد والقذائف بهدف القتل والتدمير قدر المستطاع داخل المستوطنات المتاخمة للحدود".
ويلفت بن يشاي إلى أن الجيش الصهيوني "يملك حلًا لجميع هذه التهديدات الحقيقية، وهذه الحلول تتضمن وسائل وخططًا هجومية، بعضها سيفاجئ حزب الله، ووسائل وخططا دفاعية وسلسلة من خطوات دفاعية مدنية لإحباط نوايا حزب الله في جميع المناطق"، ويردف "التكتيك الهجومي لمنع حزب الله من إطلاق صواريخ نحو "إسرائيل" ومنع توغله الى داخل الأراضي الإسرائيلية موجود في أعلى سلم أولويات الجيش. سيكون هنالك مناورات كبيرة وسريعة من قبل قوات كبيرة للجيش داخل الأراضي اللبنانية وآلاف الأهداف سيتم ضربها في جميع أنحاء لبنان لأيام طويلة. هذا سيكون المسعى الأساسي للجيش، لكن سيكون هنالك إخلاء للمستوطنات".
ويوضح بن يشاي أن "إحدى أكبر الصعوبات التي يتوقع قادة الجيش الاسرائيلي أن تكون خلال الحرب المقبلة هي كيف يمكن أن تشرح "للشعب الإسرائيلي" أن حزب الله قادر على اختراق أراضينا لمدة ساعات قبل ان يتم طرده.. هذه هي طبيعة الحرب حيث يسجل فيها كل طرف انتصارات وهزائم، والنتيجة تحسب في النهاية. عملية "الجرف الصامد" أثبتت ان الجمهور الإسرائيلي ليس مستعدًا لقبول وضع يسجل فيه العدو نجاحات، ولو مؤقتة"، ويتابع "عنصر دفاعي آخر هو ما يعرف بـ"العائق"، وهو جرف صناعي يقوم الجيش الإسرائيلي بحفره في الجبال بالقرب من البلدات القريبة من الحدود مع لبنان، حيث يقول مدانس ان "الهدف منها هو إلغاء الميزات التي تمنحها التضاريس الجبلية والأشجار الكبيرة للعدو".
مدانس يقول، حسب ما ينقل بن يشاي، إن "حزب الله ليس بحاجة الى أنفاق.. لا يمكن ضمان عدم وجود أنفاق من لبنان الى داخل الأراضي الإسرائيلية في قطاعه، لكن حقيقة عدم اكتشاف الاستخبارات حتى الآن هذه الأنفاق هو أمر مشجع، وبالنسبة "للعائق" فهو حازم أكثر".
ويوضح مدانس أن "الطوبوغرافية الحادة والأشجار الكثيفة التي تصل الى أطراف المنازل في البلدات الإسرائيلية تمنح "العدو" مكانًا للاختباء تمامًا مثل الأنفاق في غزة"، ويكمل "حفر هذه الجروف سيغير الوضع، فهو لن يرغم العدو فقط على تسلق عدة أمتار من الجدار، بل سيرغمهم على كشف أنفسهم بسبب الخلفية البيضاء للجدار".
ويأمل مدانس في أن تكون نتائج الحرب القادمة بفضل التحضيرات المتواصلة من قبل الجيش الإسرائيلي أكثر حسمًا لصالح "إسرائيل" مما كانت عليه نتائج حرب عام 2006". هو يعلم، يقول بن يشاي، بأن حزب الله يكتسب خبرة مهمة في سوريا".